صمتُ مهنّد
--------
لو أنّا ندرك معنى الموتْ،
لعرفنا سرَّ الصمتْ..
لو أنّ العمر اختار السيرَ ببطءٍ،
لو أن الألمَ ترفّقَ بالجسدِ المنهك..
لو أنَ البسمةَ ضحِكت فعلاً،
فوق شفاهٍ حيرى!
..........
لو أنّ مهند عاش كأترابهْ..
لعِبَ كما الأطفالْ،
لو ذهبَ إلى حرش العيدْ!
..........
لو أنّ مهنّد..
أشعلٓ لفافةَ تبغٍ،
من خلفِ أبيه..
لو كان شقياً..
لو لعبَ الكرةَ،
"والغميضة" في الحارات!
...........
لو أنّ مهندْ..
سرَح مع الأنغام،
رأى بنتَ الجيرانْ..
وعاشَ عذابَ الحبّ!
..........
لو كبرَ كما كل الأطفالْ،
وبنى بيتَ الأحلامْ!
..........
لكنّ مهنّدْ..
غادر هٰذه الدنيا،
وكان يرددْ مبتسماً..
لله الحمدْ!
وحيثُ يسودُ العدلْ..
نامَ قريرَ العين،
وبنى .. بيتاً من وعدْ!
"رندة رفعت شرارة"
**********
** مستوحاة من قصةٍ حقيقية كتبها الصديق أ. علي خليل الحسين، عن قصة الطفل مهنّد الذي قضى بعد معاناته من مرضٍ عضالٍ وغادرَ الحياة مبتسماً راضياً.