جولانُنا السّلام عليك
هو صفحة من التّاريخ سُطّرَت بحروف من الصّمود,
هو اسمُ كُلِّل بعزّ، هو إرادةٌ نبعت من عزم شيخٍ جليلٍ،
هو جبل ركعَ أمام جبروتِه كلّ ظلمٍ وعدوان،
جولانُنا يا صمودًا قويًّا لا يدانيه صمود،
يا علما خافقا لا يتوقّف رفيفه عن رفيفِ الاعتزاز ،
جولانُنا يا شيخًا وقورا حكيما يحملُ في تجاعيد وجهه الصبرَ والنّصر، جولانُنا أنتَ القلب فلا حدودَ بيننا فالقلوبُ واحدة والقضيّةُ واحدة ولا مسافات تفرّق بين أراضينا فالدّم واحد والتّراب واحد، لاشريطَ يحجزُ بين الأهل ولا شريطَ يُخفي معالمَ الجمال فالعينُ لا تكذبْ والحبّ لا يخيب،
جولانُنا
كيف حالُ صمودك؟!
كيف حالُ تلك العماماتُ الّتي تعانقُ الشّمس بشموخِها،
تلك الّتي تصدّت لمدافع العدوان يوما ما،
كيف لا نتذكّرُها وهي تطرقُ بابَ الذّاكرة وتُعيدُ تاريخًا عريقًا كلّما هبّت عاصفةُ الحربِ،
تُحيي فينا الحبّ والشّوق لأرضِكَ، تزرعُ في نفوسِ أطفالنا العزّ،
فما أجملَ أن نقرأ كتابا أُطعمَت صفحاته من حبرِ المجد تنحني أمامَ بلاغتِه كلّ المفرداتِ وتعجزُ المعاجمُ الأجنبية عن تفسير مضمونِها، كتابًا أُلبسَ من الانتصارات ما يكفي للحديثِ عنهُ أعوامًا،
جولانُنا تلك الدّموعُ الّتي ذُرِفَتْ من شيخٍ وقور،
تلك الزّغاريد الّتي أُطلِقت عند تشييعِ الشّهيد،
ذلك الطّفل الّذي حملَ العلم السوري قد كبُر وأصبح جنديًّا يحملُ السّلاحَ في وجه مغتصبيك،
جولانُنا سلامٌ عليك وإن كان السّلامُ حزينًا،
جولانُنا السّلام على أرضك إن وصلَ السّلام،
جولانُنا السّلامُ عليك وأنتَ تخطو خطوات التّحدّي واثقًا بنصرٍ تُشرقُ شمسهُ لتملأَ أرجاء الوطن ابتهاجًا.