...أهْلَكَتْني جلجلتي وأدْمَتْني سياطُكَ
يا جلاّدي
فقل لي: متى القيامة؟
وعن قبري، متى تدحرج الحجارَة
وتنزعُ عنّي الأكفان؟!
وتُطَيِّبُ جراحاتي وتغمُرُني بالرّيحان...
مرّتْ ثلاثةُ أيّام
ثلاثةُ أيّام مرّت
وحجابُ الهيكلِ في أورشليم
تَمَزَّقَ
والنّاصريُّ قد قامَ
وأنوارُ القدس تلألأت
بالحبِّ، بالفرحِ والأطياب
أمّا أنا يا ظالمي
طالَ سهادي وانتظاري
في قبرٍ من الأوجاع
وظلمةٍ من الأفكار
تتآكلُني ثمّ تنفيني
في أعمقِ أعمقِ الوديان
فهلمَّ يا ملاكي، رأفةً!
يا قدري الفتّاك، رحمةً!
أنِرْ ظلمتي بوجهك الوضّاء،
وأزِحِ الحجرَ عن قبري،
وامحُ أحزاني!
"أبكَيْتَني مرّتَينِ" من كتاب "يوم قرّرت أن أطير"