لعلني استعيد روحي مع ذكرياتنا
وضعتُ السماعات خاصتي
وقمت بتشغيل الأغنية التي سبق
وتعاهدنا على سماعها سوياً
دخلتُ إلى الشارع
عندما خطَّت قدمي الخطوة الأولى
عُدت إلى الخلف خطوتين لا إرادياً
كان المكان هادئا ومخيفا جداً
لم أستطع العبور دون يديك
لَكِنَّ، قررت لأول مرة أن أدخله دونك
مشيت ومشيت كانت تراتيل من أصوات البكاء
البكاء المخيف تتبعني
التفتت عيناي برجفة إلى مقعدنا
وإذ به يبكي
وأصوات تضارب الهواء تقشعر البدنِ
وتلك الشجرة التي حفرنا أسماءنا عليها
أصبحت خاوية، وأرضها قاحِلة
وقفتُ متعجبة!
يا تُرى هل كُل هذا الخراب
لأن عينيك لم تعد تُطِلّ على ذلك الشارع؟
هل المقعد حزين على فقدانك؟
ما كل هذا الحزن في المكان؟
هل يعقل أن الهواء أصابهُ الهلع
فقط لأنه لم يعد يسمع صوتك
وقفتُ صامتة
لمدة خمس دقائق
رددت...
ما كُلّ هذا الدمار الذي سبَّبه غيابك؟
لا شيء على ما يرام، أصبح كُل شيء سيء
المقعد بكى
الشجرة ذبلت
الرياح عصفت
وأنا... أعيش الآن بلا روح
فرحيلك كان أشبه بِ
رحيل الروح من الجسد.
|رَغد أحمد النّاصر|