حدسٌ مؤتمَن
إذا خطوةٌ من غريبٍ حدستُ على أرضِ روحي..
سألتُ المواجعَ عمّا جرى
فإن كان مرّ دخيلاً..
تعالى على النخلِ صوتُ نواحِ القرى
وإنْ كان جاء كضيفٍ
حرصتُ بأنْ لا يبيتَ بدارٍ
سوى دارِ قلبي
مضاعٌ بعينيَ ضوءُ التيقّنِ
لكنْ سأسألُ ..
إمّا تجيبُ الحقيقةُ عن ضوء عيني ؛
وإمّا أرى!
مكانَكِ دوري ،
أقول لنفسي،
أقول لدرعٍ على صدرِ حدسي،
أنا من تراقبُ دربَ التوجّسِ..
حتى يقرَّ بأني أتيهُ..
فما تاه وجْسي
وبي ما يدلُّ على الدربِ والحي،
أصنّعُ جسراً
بأحجارَ تُرمى
بوجهِ قلوبٍ زجاجٍ؛
فتدمى
جسوراً بصدريَ أو معبرا
فكيف اقول لحسرةِ قلبٍ : مكانَكِ دوري؟!
عليّ بناءُ معالمِ سوري
ومسرحِ ذاتي
علَيَّ اختيارُ ملامحِ شكّي
وشكّا فشكّا أمرّنُ وجهي
على الخافياتِ
ألمُّ الستارةَ
أسمعُ طرقا خفيفا لبابي،
وأفتحُ بابَ الحديقة كي يستفيقَ ايابي ،
وأنظر من ثقبِ باب الغيابِ،
فيبدو كوجهِ حضورٍ جديرٍ بلونِ اليبابِ،
حضورٌ على قريةٍ من رحيلٍ؛
تسيرُ كراحلةٍ من ترابِ،
وأفتحُ بابَ غيابٍ بنفسي؛
ويهدأ حسّي،
فاقرأ في ركن ظهرِ الصحيفةِ سطراً خفيّا
عن القفل والبابِ والعابرينَ
عن الذاكرينَ
ومفتاحُ ذاكرتي في كتابي
أنا طرقُ بابي .