حتى اليوم
لا أعرفُ للشِّعرِ أيَّةَ فائدةٍ تُذكَر
سوى أنَّني أحياناً
أقدِّمُ نفسي قائلاً: أنا شاعر
ويشبه هذا حُلْمَ رجلٍ
بأن يكون ساحراً أو لاعبَ أكروبات
يتدرَّبُ في مخيِّلته على موسيقى
أحياناً ما تكون خفيَّةً وأحياناً جارحة
وحين يستغرقُ في الحُلْم
يسمعُ أصواتاً مُجفَّفةً تؤذي طبلةَ الأُذن
هه، أنا شاعر
باستلامي للكرةِ الأرضيةِ كي أمسحَ أحزانَها
والأمرُ المُضحك
ليسَ مسحَ الأحزان
وإنَّما يدُ الشاعرِ عادةً ما تكونُ خِرقَةً
لا تمسحُ حتى مُخاطَ أنفِه
والسخريةُ بالاستغراقِ في القصائد
كأنَّني سأكون أخيراً
الساحرَ الذي يُخرجُ الأفيالَ من قُبَّعته
وإن تواضعَ في مهاراتِه
فقد يُخرجُ حمامتين هزيلتين
من تلك الحماماتِ التي لا تبيضُ إلَّا
في رؤوسِ أصحابِها
يأتي الساحرُ ممتطياً عصاً خشبيَّة
فيما لاعب الأكروبات يحاولُ لفتَ نظرِ الجمهور
القفزُ يما يقصمُ ظهرَ الشاعر
والحُلْمُ بما يكون محفَّةً تحمل جثَّة
هه، أنا شاعر
ولا أعرفُ حتى اليوم أيَّةَ فائدةٍ تُذكَرُ للشِّعر
إن كنَّا جادين في الحديثِ عن موجباتِ الرضا
حين ننامُ وبطونُنا مشقوقةٌ طوليَّاً
والشعرُ بما نوقفُه
ليقطفَ وردةً لأيَّةِ جِنازةٍ تمر
وعدا ذلك
هه، أنا شاعر
ويا لصوتي الذي
يقهقه الآن عالياً.
إبراهيم المصري