أوكسجين محليُّ الصُّنعِ
.
......١
ربما أبدأُ من حيثُ انتهى الأمرُ
حين نطقَ القاضي بإحالةِ أوراقي للمفتي الشرعيٍّ، عادةً هذة الجملةُ لا تتردَّدُ في محاكمَ بلادي، تتكرَّرُ في كثيرٍ من الأفلامِ العربيةِ
وعلى ما يبدو أنّنا لم نُفلحْ في صناعةِ الأفلام خوفاً من غضبِ الجماهيرَ حين سماعِ هذه الجملةِ
لذا استعاضوا عنها بأفلامٍ حقيقيّةٍ تبثُّ الموتَ في حفلاتٍ جماعيّةٍ وبمشاركةِ كافةِ المحطّاتِ الفضائيةِ .
..........٢
كيف أُقنعُ الطفلَ الذي يرافقُ أمَّه
أنّ ما يراهُ ليس حفلةُ ألعابٍ ناريةٍ
وأنّ رائحةَ الأجسادِ المتفحِّمةِ ليست بقايا حفلةُ شواءٍ في حديقةِ المشفى الخلفيِّ
الأنكى من هذا وذاك كيف أُقنعُ نفسي أن مايحدثُ هو ماءٌ يحترقُ بالماءِ
في تاريخِ المشافي هناك شيئٌ مخزٍ
هكذا قالت مذيعةُ الأنباءِ..
هذا ما أكدَّه حارسُ البابِ الموصدِ للمشفى وهو يُبصرُ بعيونٍ رمداء
القططُ لا تأكلُ صغارَها
مابها قططُ العراقِ تأكلُ مشاشَ العيونِ السوداءَ؟
في تاريخِ الأشبارِ لن تضيقَ الأرضُ إلا بمقدارِ وسعَ السماءِ
......... ٣
مايلزمُك من النصِّ خذْهُ
لا(تتفستقْ) في رأسي وتطبلُ كثيراً، لتسقطَ كل قناعاتِك السالفةِ على محمل ِالجدِّ
ليس للشعرِ أعنّةٌ غير التي في رأسكَ وربما في رأس السطرِ، ولاضيرَ إن كان في رأسِ الشارع، او حتى رأس عود ثقابٍ يكفي لحرقِ مشفى أعزلٍ يبحثُ روّادُه عن آخر قنينةِ أوكسجين محليِّ الصنعِ
ولا بأسَ من زفيرِ مدينةٍ مجاورةٍ
متخومةٌ أنفاسُ أهاليها (بترياقٍ) فارسي.
.........
حيدر غراس