بيسان فارس
***
لا تسألوا الشعراء عن مصيرهم.
لا تسألوهم عن أحلامهم الممزوجة بالدبابيس.
لا تسألوهم
عن لون الذبابة التي تحوم حول مخيلتهم.
و تطارد أفكارهم اللزجة.
هل تتذكرون
رياض الصالح الحسين؟
هل تتذكرون
كيف عضّ الزمن
كي يعبر هذا البرزخ؟
هل رقصتم مع زوربا في عينيه؟
هل قرأتم الجدارية؟
هل سمعتم كيف تساقط الشعراء المساكين المجانين
كالريش بين فكّي الكلمات؟
هل رأيتم أصابعهم المدماة و هي تخرج من مختبرات الموت؟
لا تسألوا الشعراء عن مصيرهم.
لا تسألوا سيلفيا
عن طريقتها الخاصة في صنع الحلوى.
لا تسألوا فرجينيا
عن علاقتها الغريبة بالزوارق الورقية.
و لا تسألوني عن طعم هذا الشتاء البليد الطويل،
الذي يلتف حول نفسه كحلزون.
و لا عن فشلي الذريع
في تقليم أظافري
و إعداد الطعام
و ترتيب مساءٍ
يخلو من صوت أمي.
.
بيسان فارس