كلّكم منافقون
أنيسة السبوعي / تونس
في عتمة الليل
أخذ سبحته
سجادته تحت إبطه
استغفر ربّه
صلّى فرضه
جلس ليقرأ نصّه
اختفى داخل صومعته
نزل سلّمها المكسور
كاد يسقط
أمسك بهاتفه
فتح نافذة عالمه الإفتراضي
سجّل حضوره
كاد يصمت
كتب تدوينته المعهودة
"صباحكم إيمان ونور و تقوى ووئام"
بنات أفكاره غرّدت عاليا
طردت شبح وقار
ظل تائها
مرّ حذو المارة
مرور مراهق
تمعّن في أجساد
بعضهم أو بعضهنّ
لم يسمع من الطارق
دقّق نظره
ضياء وهج قادم
من الضفّة الشرقيّة
لم يملك سلطة على
غرائزه الوهنة
نسي بل تناسى
شيطانه أنساه
أدب طريق ذاك السارق
قفز،
انتشى
حلّق نحو صبيّة
سقطت للتوّ على مسمع من الطيور
رغم الدّخان الخانق،
ارتمى
ليحملها
حماها من بطش طين
توهّم أنه غارق
حملها
لتسكن طيف شخص مارق
حضنها
فأنساها
إيمانها،
نورها،
تقواها
وئامه تنصّل بهدوء
أنكر عليه ذكريات حامد متعبّد
أعادهُ لماضٍ مُتفرّدٍ
زمن حبّ صادق مُتعدّد
سذاجة الموقف
ارتماءته الغبية
حركاته اللاّسوية
صعّدت طاقة لم تعهدها
كفُّ يدها سبقها
إلى عين طار بؤبؤها بعيدا
إلى جسد جسّد
قبح رجولة مُخنّثة
متعفّنة بعفن عنفوان
عافية عفريت
ادّعى وقارا
زمن العولمة
فعلم أنّ عالم المرأة
عصيّ