يُنادِيني " ياجَنَتِي "
فَـ يارَباه كَيفَ أُبُوحُ لَهُ
أَنَّكَ خُلَقَتني وَوَضعَتَ الجَحيمَ بين كَفايَّ ،
دَسَستَ الشّياطينَ بِلُبّي ،
فَأمسَيتُ مِنهم بِهَيئتِي البشَرية !
وَأنّهُ ملاكَاً أسقَطتَ بِهِ عِقاباً لِلَيلي أفعَالِي
وَلكِنَ سِحرَ خَمري لا يُقاوم
أو هَذا ما ظَنَنتهُ !
حَتّى إلتَقيتُ بِمُقلتاهُ فَثَمِلتُ مِن دون تَجَرُعِ ثَغري لِكَأسَي الحَمرَاء !
بَل أقامَ فُؤادي خِلستاً مَوعِداً مع مُقلتاه
تَناوَلَ بِهِ نُجومَهُ المُتناثِرَ في وَجهِهِ ،
وارتَشفَ من حَباتِ البُّنِ المُتراقِصة بِداخلِ قَزحيةِ مَبصِريهِ .
لَقد تابَ قَلبي لَهُ وَليسَ لَكَ !
فَطَردَّنِيّ الظَلَامُ مِنْ مُقاطَعَاتِهِ لأَنَّنِيّ أَشِعُّ عِندَّما أُفكِرُ بِمَلاكِي ،
طَردتني أنتَ لأنّني عارٌ على الأنسانية
هَرعتُ إلِيهِ فَخبئَ بي بين أضلُعِهِ !
فَـياحَسرتَاه الآنَ علىٰ حَالِي وَحالِكَ
فَأنا بِعِقابِي غرقتُ هُياماً
وَأنتَ صَنِيعكَ قَد تَمردَّ وَأحيانِي مِن جَديد
جَنةً لَهُ !
²⁸ . ¹ .²⁰²²
| روان أبو سرحان |