قبل أن أتقمص دور شاعر
حاولت أن أقلد النوارس..
كنت أقفز قفزات صغيرة
وأتساءل هل سينبت لي جناحان..
قبل أن أتقمص دور شاعر..
رحل أبي..وإلى الأبد
لم تكف امي عن البكاء..
أنا..
صرت أجلس بالقرب من النافذة
أحاول تقليد شدو العصافير
وأتساءل هل سترحل شجرة الكستناء أيضا وإلى الأبد!
قبل أن أتقمص دور شاعر..
كنت أحب الروائيين..
كنت أصاب بالدهشة حين أقرأ..
لبركة ساكن،
سناء جعفر،
ناهد الحسن،
وحبيب نورة..
كنت أحب الإهداءات أكثر...
كنت سأكتب في مقدمة روايتي
إلى أمي، عينان هاتان أم غيمة..
إلي أبي، متى ستطرق الباب،
فأنا في أنتظارك..
إلى الله، أسألك بلطف،
هل سترحل شجرة الكستناء يوما ما..
أرجوك لا تدعها ترحل!
قبل أن أتقمص دور شاعر..
كنت أظن أن الحرب مزحة
فقط أكثر إثارة ..
كتلك الألعاب في الحي
أذكر..
حين كنا أطفالا مشاكسين
كنا ننقسم إلى فريقين ونتحارب..
ولكن لا يموت أحد منا إلا صراخا أو مجازا!
إلا أنه حين عاد أبي..
بشاربه المفتول..
محمولا على أعناق الجنود
علمت أن.. الرصاصة ليست سوى وحش صغير!
قبل أن أتقمص دور شاعر..
كنت أظن أن الشعراء ليسوا
سوى سحرة..
يحملون العصي السحرية..
ويلقون التعاويذ..
يكفي أن يقولوا
"هابرا كدابرا" فتخرج القصيدة!
علي تيراب