خارج الحزن الاعتياديّ
و اللون الطافح بالاحمر ،
أنسحب من الوقت تدريجيا
كما الضوء على طرف السرير الملطخّ بالوحدة
أغيبّ أطرافي الساخرة الباردة
أجمع ظلي من الجدار المواري للشجرة
و أدسّ في الغياب منديلا مجعداّ
عارية في اتجاه النهر ،
أتدفقّ
حرةّ بلا ذاكرة
أطلب العناية من الوقت
أوشك على الارتحال
من دمي و صوتي و جلدي
و يوشك قلبي أن ينغلق
إلى الأبد
تحت الشمس
جسدي مجرّد كومة بياض ناصعة
تتحسس الدفء
و قلبي صغير
بالكاد تحضنه ضلوعي
أجادل ظهري أذّكره بالمطر
كنت مجردّ طير يخفق بجناحيه
صوب السماء
مجرّد نملة تجمع من الأرض
زادها و أفراحها و أحزانها
فأستعيد هيئتي الأولى
و يكبر قلبي و يضحك
أدربّ نفسي على الخلود
أجادل الموت
لحياة سابقة
أراني في زرقتها
جميلة بمأساتي
مطمئنة للوجع الأخضر
في نوتاتي
لا يشغلني حجم الباب
و لا أفكرّ في الدخول
نسرين المسعودي
