خمس رسائل على رؤوس أصابعي
الغياب القادم حضورٌ موجع
دعك من النسيان وانظر للكون الواسع حولك !!
هل تعلم كم مرة أضعتُ مفتاح منزلنا
وربطة شعري السوداء
ورائحتي؟
تجاوزتُ الأرقام في نسيانها
لقد أكل المرض جسدي
وذبلت عيناي كما كل شيء دونك ،
الفستان الأحمر لا يليق بجسد متعب
ولايليق بالنساء البعيدة ولا يليق بي !
روح اسألون عاللي وليفو مش معو
"حتى ضحكاته تموت من الجوع " كل ليلة
ماذا عن الدكاكين
والحارات والحوافل ورائحة البرد
ماذا عن الشوارع
وحزن الناس والشمس
ماذا عن البرتقال والبندورة وانتظار البطيخ،
ماذا عن الملابس والدعسات الكثيرة
وتحطم البلور والحوداث
والكوارث
والأعياد
سألتها عنك و لم تجب !
مجنون من يسأل الأشياء كلها عن عقدة حاجبيك وكتفيك ؟
ومجنون أيضاً من يصدّق أنه مرآة للأشياء المكسورة البعيدة عنك !!
لا تعلم عدد المرات التي عدت باكراً للمنزل
ولاعدد المرات التي لم أخرج بها من غرفتي ،
اشتقت "لعصبيتك" أتعلم هذا أم أنك مزقتَ ماتبقى من رسائلي وأنت في الطريق إليّ ؟!
أشبه الصحراء خالية من الحياة مليئة بك ،،
فأنجو رغم الموت المكتوب
أريد أخبارك بعض التفاصيل المملة
عن اخر حديث لي مع صديقتي لتضحك
وعن اللون الخمري إن كان مناسباً لأطلي أظافري به
وعن مشاغبات الأطفال
وعن الكتاب الأخير التي قرأته
والأكل الذي طبخته ووجهي الذي احترق ..
أريد أخبارك عن سائق "السيرفيس" الذي حدثني عن أنواع السيارات والتي لا أفهم منها سوى أنها تمشي .. فقط
والمرأة التي نسيت جزدانها أمامي ثم عادت لتأخذه وتقول "الحمدلله اللي ماضاع يا بنتي فيه صورة ابني الشهيد ومابقيلي من الدني غير وجهو وشوية بكي"
أريد أن أحدثك عن تفاصيل السهر وتفاصيل الصباح وضجة الليل بلا يديك
لكنني بلا أصوات منذ غيابك
ومنذ غيابك وأنا أتحدث بيدي !!
أرجو أن تكون بخير،
فالأغاني تسألني عنك يومياً
"""والبنت بلا أبوها بتضيع يا ضنا """
وشيء آخر :
""لو جاني يوم مرسالك
طمني يوم عن حالك
لأطرق البواب كرمالك
وأسجد على أبواب الله ""
وشيءُ أخير
إنني أفقدك بكلّي وأبكي كل ليلة وأفتقد كفيك أيضاً حتى أزرع وجهي بك بلا ملح وحزن
أصابعي تعدُّ الرسائلَ و تغنّي .. يبدو أنها قد جُنَّت
لأنني اشتقتُ إليك حقاَ ومازلتُ أتعلم من أين أبداُ العدَّ التنازلي ! ..