فارغةٌ الأماكنُ إلا من بكاءِ السّماءِ
تنتحبُ على نصبٍ حجريٍّ جمعني بكَ يومًا،
من ذا الذي سيسرّحُ ظلّها؟
لا مظلّة لديها،
الريحُ كانتْ تمشّطُ شعرَها كلّ صباحٍ
حتى الريحُ لم تعدْ تهبُّ هناكَ
كيف لها أن تهبّ،
وقد سرقوا منها العبيرَ
وقبضوا على عناصرها بحجّة الثورةِ والخروجِ على القانونِ،
وإعاقةِ حركةِ السيرِ،
ليتني كنتُ خاصرتَها
فأتوجّعُ عنها،
أنزفُ.. أبلّلُ ظمأَ حدائقِها
أواه على وجعكَ
نقفُ عاجزينَ أمامَ الألمِ
ينحرُ وريدَ الكلامِ،
نتسكّع في الحياةِ
لا دورَ لنا فيها سوى أن نحاولَ العيشَ،
فشلْنا حتى في حراسةِ الصدى،
تقمّص القمرُ دورَ المحبّينَ،
إذ أصبحَ شهيدَ الوحدةِ
اخرجي من سراديبِ الوطنِ قالَ،
واصعدي خيوطَ المطرِ
وابحثي عن منابتِ العشبِ الأخضرِ
وعن أمّهات البراعمِ التي ستزهرُ في الربيعِ ..
#غرفة_19
اخلاص فرنسيس