في كلِّ يومٍ أعودُ من عملي و أنا أحملُ تعبَ يومي بأكملهِ.. تعبَ سنينٌ أحملُ أولَ خطوةٌ لي أولَ عثرةٌ..
بدايةَ مشواري الدّراسي... بحثي الخائبَ عن فرصةِ عملٍ.. أعودُ بخيباتي كلها حينما لم أحصلْ في صفّ السّادس سوى على جيد جداً لموضوع التّعبير الخاصَ بعيدِ الأمّ و أنا أمضيتُ ليلاً كاملاً أكتبُ و أحاول ..
خيبتي حينما لم يُقبَل اسمي في كليّة الطّبِّ التي حلمتُ بدخولها طولَ مسيرتي الدّراسية..
أعودُ بجرحيَ القديم عندما فقدتُ أبي بطلقةٍ ناريّةٍ طائشةٍ.. في أحدِ أحيّاءِ حُمصَ...
أطرقُ البابَ بكفي الذي تسيلُ منهُ دموعُ سنيني بإكملها والتي مسحتها به بدلاً من منديلٍ سأرميه في القمامة ..
ملامح ٌمنهكةٌ..
كتفانِ متسخان بغبارِ ذكرياتٍ مرّةٍ لا تُنسى..
لكنْ بمجردِ أن يظهرَ وجهك من خلفِ ستار النّافذة.. تفتحين البابَ لتشرقَ الشّمسُ من جديدٍ...
في حين رؤيةِ تلكَ العينين تتخللُ السّكينةُ إلى قلبي و أتجرْع نسياناً يداوي جراحي كلّها ..
أسندُ رأسيَ الثّقيل على كتفكِ و أعلم أنه لن يتحملَ هذا التّعبُ غيرك ِو أعلمُ أيضاً بأنه لن يمتصَ سوداويتي تلك إلا روحكَ.. أنتِ مجرتي التي أتوهُ بها و مع ذلك أكونُ في العنوانِ الصّحيح أنتِ شمسي في كلِّ مساءٍ و صباحٍ ..
من خلالِ أصابعك تنسابُ روحي و تُصفّى من شوائبِ الحياةِ البائسةِ...
يا عنواني الأبديّ أكبرُ إطمئنانٌ يسكن قلبي أنّني في كلِّ يومٍ سأعودُ من العملِ سأجدكِ بانتظاري.