.......
و تئنُّ الجراحُ
في أضلاعهِ النَّازفة
يَحِملَها
و يمضي دونَ اِنحناء
يتصدى الأعداء
و قلبهِ لهذا الوطنِ وعاء
حملَت اليمينِ سلاحُهُ
وفي اليسارِ راية ً عصماءُ
يـُقــَبـِّلـُها.. و يرفعُها
بخشوع ٍ و ولاء ِ ..ِ
على جبينهِ الشمسُّ ساطعةً بكبرياءِ
وفوقَ ظهرهِ ثِـقلُ الوصايا ..!!
أمانةٌ حمراءُ
وصيةُ أمَّه ِ ..
وصية ُ أبيهِ ..
و وصايا أجداده ِ تحتَ الثرىَّ ..
ففي الدِّماءِ أمانـّةٌ تـَحني العظام
.. لعزة ِ الوطنِ ..
وفاء لمن رحلوا ..
لأجل رايةٍ تعلو الســَّماء ..
...
يحملُ طِفلـَهُ ..
يقبل وجنتيهِ ويمضي ..
يتوارى ..
دون وصيةٍ أو وَداع ٍ
يُلبي النِّـداءُ
بعزيمة الأبطالِ
في البرَّ..
في البحر
و في صدرِ السماء
يخوض ساحات القتال
بثقةِ الرِّجال
بثباتِ الجبال
وإنْ هوى، لا ينحن
يزرعُ نفسه كشجرة
يبرعمها الشِّتاء
يقول بسره
و أحيانا..
يجهشُ بالبكاء
على وطن الشمس بُغتةً
يصبح أهلهُ في العراء ِ
تـُهدم صروحَ الفكرِ فيه
يستباح طهرَ ترابهِ ..
وتسفحُ على روابيهِ الدِّماءُ
.. أيُّ نُكرانٍ يواجْهُ ؟!!
أخو اﻷمسِ !! .. يناصبهُ العداء..!
لا أخلاقَ تمنعُهُ
ولا محاكمَ عدل تردعه !!
تكالب عليه العالمُ بالفتنة ..
و الافتراء..
تجاسرَ الموت من كل صوبٍ ..
وأبناؤه و جيشه يواجهُ الأعداءِ
رخصوا دمائهم و حياتهم
لأجل وطن الشمس
يعلو عزيزاً في السَّماء
وضعوا الروح على أكُفّهِم
و مضوا لنصرٍ أو شهادة
بعزيمةٍ ..
فالنصرُ غايتهم لتسمو بلادهم
لتُبنَ صروحَ المجد .. يلزمها الفِداء
هذا التُّراب مجبولٌ بدماء
صانهُ من قبل أجدادنا الشَّرفاء
لا حياة لنا دون عليل نسيمه
فهو كنْزُنا الذي وُهبْنا من السَّماء
عيون الطامعين فيه
لا تنام ...
وما زالوا يحاولون التُعساء!!
لن يعودوا لصدره الْطـُّرداء !!
جَلتْ جحافلهم تَجترُّ خيبتها
لم تلقَ غيرَ الموتِ ،يرفضها البقاء
في وجهها الغارِبِ رُفعتْ سِيوفٌ
و حجارةٌ سوداء
وكانت منابر و محابر
بِقوَّةِ السَّيفِ مَضاء ..
ما الشهادَةُ غيرَ الحياةِ لِمَنْ جنا
ثمارَ النصرِّ لتنعم بلاده بالبقاء
..............
آدال نواف القاسم