-===- أوراقُ طَيش -===-
ومنَ المواجعِ أن نسجتُ بيوتا؛
ليكونَ حزنيَ فيكِ أذيَعَ صيتا،
وأقولَ رُبَّ مليكةٍ حكَّمتِها
أسقَتكِ ما يومًا سقَت بيروتَ..
يا خضرةَ الأيَّامِ، كيفَ لروضةٍ
غنَّاءَ كانَت لا تُحَدُّ نُعوتا؟!
خضراءَ ما بلغَ الرَّبيعُ فطامَهُ
حتَّى لَتسقيه المُدامةَ توتا،
كانَت تضمُّ الوافدينَ، وتحتفي،
وتَميرُ جَوعى حَبَّها والقوتا،
وتذبُّ عنهُم ما رمَت أغصانُها
أوراقَ طيشٍ ما رعَت تَوقيتا..
أسقَتكِ من دمِكِ المخثَّرِ، واشتَفَت؛
فغدوتِ ثكلى تشتكينَ سكوتا،
واستكثَرَت خبزًا عليكِ، وأنشدَت:
"إن تسأَمي الحَلوى؛ كُلي بَسكوتا"..
أمسَيتِ وجهُكِ ليسَ يُعهَدُ لونُهُ،
وتقلُّباتٌ لا تُطيقُ ثُبوتا،
ومنَ الحديثِ تلعثمٌ يُنبي بما
يجري عليكِ؛ فقد أتى مكبوتا..
وجحَدتِ رغْدَكِ؛ فاحتملتِ زوالَهُ؛
حتَّى وقعتِ؛ فما أجدتِ قُنوتا..
ومنَ القنوطِ يكادُ ينفَدُ صبرُها
سُرُجٌ تحرِّقُ ما احتوتك زيوتا..
محمّد باقر عودة