شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الأديبة يارا يازجي

أحب أن أراقب ظلي..أجده مسلياً. أتعمّد المشي في الأماكن والأوقات التي يستطيع فيها أن يرافقني لكني لا أجده اليوم. أتلفت إلى أقصى اليمين وأقصى اليسار، أناوره مستديرة بسرعة إلى الوراء. عبثاً.. لا شك أن ظلي غير متفرغ اليوم. أخالُ أنه ربما كان يقوم بأشياء أخرى لا أعرف عنها شيئاً وأرجع رأسي إلى الخلف كي أطلق ضحكة مدوية لكن لا شيء يخرج من فمي. يبدو أن لقهقهتي الشهيرة مشاريع أخرى أيضاً .. حسناً، ظلي مختف وكذلك ضحكتي، يتعين عليّ الآن حتماً أن أشعر ببعض التوتر رغم أني لست من الأشخاص الذين يجيدون التعامل مع القلق. عادةً يتصبب مني محيطٌ من العرق البارد وأشعر كأن دقات قلبي المتسارعة تحاول دفعه خارج صدري لكن لا شيء من هذه الأعراض يواكب قلقي المفترض.
على العكس تماماً، أشعر بخفة تطيح بكل الثقل الذي لازمني في الفترة الأخيرة. أنظر إلى قدميّ وأتفاجأ بأنهما لا تلامسان الأرض. ربما كنت أحلم ..كثيراً ما أشعر بأني أطير في منامي ويشعرني ذلك بالجذل وبالحرية اللامتناهية. أغمض عينيّ وأحاول أن أستمتع بهذه التجربة حتى النهاية.. 
" يا حرام.. .. !"
صوتٌ ملتاع ينتشلني من سكينتي المؤقتة. أفتح عينيّ لأتبين الأمر؛ أمامي مباشرة تقف سيدتان وجههما مألوف، تقرآن ورقة ملصقة على عمود لوحة اعلانات. فضولي يجعلني أقترب قليلاً لأدسّ وجهي بينهما محاولة أن ألقي نظرة على الورقة التي تشدّ انتباههما ولا يبدو أنهما تلاحظان وجودي على الإطلاق. 
بكل أناقة، يتصدّر الورقةَ اسمي الثلاثي الكريم وفي الزاوية اليسرى صورة صغيرة أتعرف فيها إلى نفسي.
ابتسامة صغيرة تبدأ بالتكون على وجهي. أحبّ دوماً أن أكون محطّ اهتمام، لكن..
 الخط الأسود العريض على طرف الورقة يغتال ابتسامتي بضراوة.
أوف، تذكّرتُ للتو.. 
لقد متّ البارحة!!

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016