رجل صار شجرة
-
كيفما كنت أو كنت لا يهم
ما هو إلا وهم يصدح بصوت عال
في هذه السماء
كأنني كنت أحمل الأرض
كأن السماء كانت تحملني
كيفما كنت
أو كنت
لا يهم
هذه الأصوات كلها تختفي فجأة
حين يتكلم الصمت
حتى أن نورا ما
بعيدا
يلقي بسلام دافئ
لا حاجة لي
بمعاطف الاستعارة المبللة
أو التي جفت على كتفي
أسير إلى الحياة ضاحكا
حتى أتعلم الغناء
بعد قليل
يعاد كل شيء من تلقاء نفسه
مخاوفك كلها هباء وحتى أحلامك
مخاوفك تقتلك ببطء
أحلامك تجهز على خبز الطيور
حتى أنك تسقط من تحت
أو فوق
على حياتك التي خلف
الأبواب
بعد قليل يعاد كل شيء
الصباح للمعارك الخاسرة ضد الذي لا وجود له
المساء هربا من الذي خلقتم في الأعماق
لكل إسفلت غباره
لكن
كثر غبار الذي يصارع الآخر باسم ذاته
كيفما كنت أو كنت
لا يهم
الحرية لمن حرر أيامه منه
و
عاش كشجرة
لا راغبا حد العمى
لا مرغوبا فيه حد السجن المطوق بالحراس
كم يلزمك لترى نفسك في نفسك؟!
بل
كم يلزمك لترى الآخرين فيك
لكي ترى كم كنت لست أنت؟!
بعد قليل
قبل قليل
يزاح كل زمن
و
ترى من يقتل نفسه باسم الحب
و
من يحب باسم الحرب
حتى أنني أبرر كل شيء
دون أجد
كلمة لهذا الغباء اللانهائي
لا غاضبا
لا مغضوبا عليه
إني أتعلم
حتى أحس بلحظة حقيقية
لا في الزمان
لا في المكان
بل
في الروح!
لا أريد إلا ما لا أريد
كيفما كنت
أو كنت
لا يهم
أوهامك أحلامك
نكتة تتناقلها الطيور فجرا
تحكي جوهرها لبحيرة
أو
لرجل صار شجرة أخيرا
هنا
بعد أن عبر الأرض
ولم يره
(منصف القرطبي)