شيخة حسين حليوي
***
لستُ راعية ماعزٍ
وإن أزكمت رائحتها أنفكَ وأنت تتجوّل بين النصوص.
لفرط كبريائي، يا هذا، كنتُ أهشّها عن دربي كابنة كِسرى
أنفضُ أسماءها عن كتب التاريخ
أسدُّ أذني عن ثغائها
أذبحها قربانا لكذبي.
لستُ راعية ماعزٍ يا هذا
سَحَقتْ رأس أفعى بين وهدتيْن
وحمَلَتْها نيشانا على عنقها الصخريّ
ومهرا لمحظيّها من الرّعاة.
لستُ راعية ماعز
تعرفُ "الشانية" من "الصهباء"
ومواسم الخصب والحزن الجماعيّ
تقبلُ العزاء في عنزة أثيرة
وتخلّدها مع سير الراحلين.
لستُ راعية ماعزٍ أيا هذا
تقفزُ عن جبل النبوءة
وتشقُّ بعصاها ليل الخوف
تنشدُ لقطيعها ملاحم الخلود.
ليتني كنتُ
لعرفتُ يا هذا كيفَ أتربّصُ بالذئاب الضّالة
وأركلُ الغزاة عن الجبل
لعرفتُ كيفَ أكلّمُ اللهَ
كآخر النبيّات
هل تعرف يا هذا أيّ قلبٍ لراعية
تكلّم الله؟
.