بيسان فارس
***
المرأة الزرقاء.
هشة كدمية قش.
جسدها أشبه بمصيدة فئران قديمة.
تلتقط الغبار الأسود في حضن العواصف.
تحاول إحياء حاضرها القتيل
بصدمات كهربائية.
و مشاعر من كرتون.
و أقنعة
و ابتسامات بلاستيكية.
المرأة الزرقاء.
تراقب قطعان الموتى كل صباح
من عيون النوافذ.
ثم تقف أمام مرآتها
التي نمت على حوافها الطحالب.
تبحث عن صوتها، لا تجده.
تتحسس حبالها الصوتية
التي قطَعَها عازف غيتار فاشل.
تلمس شفتيها الرمادتين، المرتجفتين، و تسألني بحذر:
_ أين هو الحب؟
_ لا أعرف، لم أسمع عنه منذ زمن بعيد.
ربما تبخّر
أو ضاع في عاصفة ثلجية.
ربما تسرّب من ثقوب الروح.
أو شعر بالإحباط و العجز
أمام أسئلة لم يجد لها أجوبة
عن الحرب، الموت، الأرض، اللغة، الشعر و و و
ربما تهرّب من أسئلة كانت تمر تحت لسانه كقطع سكاكر مرة.
فتلاشى
أو احترق كأوراق السجائر.
.
بيسان فارس