أعيش في حالة من التوحّش اللّاإرادية.
لا أشعر بوجود الآخرين من حولي، أتظاهر بالحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم، ينصبّ حزني على الحيوانات والنباتات وبعض الحشرات؛ أداعب النملة وهي تتسلق الحائط، أُسقطها، وأعاود حملها على طرف إصبعي ووضعها في مكان آمن.
أشعر بلهفة عندما يصرخ قردي، أدلله وأعد له حليبًا صناعيًا، أستيقظ وقت الظهيرة، أتألم عندما أتأخر عليه: هل هو جائع؟
من قال أن الشجرة لا تبكِ؟
ولا تشيخ؟
أنين الجذع أصدق من نحيب رجلٍ يستطيع قطعه!
لا أحتمل فكرة المدن المزدحمة بالسيارات، والبنايات بواجهات زجاجية عاهرة، أجمع صور بيوتٍ من الحجر واللِبن، أسافر في خيالي وأسكنها، أشتاق لبيت جدتي قبل أربعين عامًا، وصحن الفخار وحمامها البدائي؛ عتبة وسطل ومغرفة فقط…. سخيفة هذه التكنلوجيا، برمجت البشرية كي تحركها برموت كنترول؛ نحو موتٍ جماعيٍ مخيف.
#أزمة_كاتبة_عربية