حبيبي خائناً
شاءت الصدفة أن نلتقي لكن دون لقاء.
أن نحكي بلا لغة و يمر طريقنا بلعنة الإستياء.
ذلك اليوم كان مشؤوماً و به لعنة لم تُحَل حتى الآن.
يالك من خائن !
ذلك الوصف لطالما عانق حروفي عَنْهُ.
في صدفة الكترونية وصلتُ إلى موقعه لم أعرف أنهُ مبدع و مشهور ذلك الحين فالشهرة لها درجات.
عقدتُ النظر حول ما ينتج و كان جيد و ما كان على الإنسان أن يقيم جودة إبداع الآخر. فمنتجاته تلقى رواجاً جيداً.
و حين يحكم الرجل كماشة الغزل تبتعد الأنثى مُستشعرةً بالفخ.
تحاول أن تُعري الحديث من الخصوصية و يصبح الحديث عن البقالة و اليوميات
و الحسابات البنكية المعطلة بسبب اختناق العالم مالياً و أزمات يغرق بها العالم.
بدأت أستميله إلى حوار الثقافات و طبائع الشعوب فوجدته ضحلاً غارقاً في نشوى روحه و لا يتعب من فرز أصواته باستفتاء ذكوريته.
كنّا قطبين متنافرين لا يجمع بينهما أفق مشترك.
لكن كان هناك مغناطيس من نوع آخر يمنع كوننا متنافرين بل متقابلين مرت الأيام و كنت معه و لست معه.
نغلق بوابة الكلمات و نغتر بجودة أفكارنا الخاصة لا أحد يحتاج لمشاركة الآخر.
و مارس سلطتهُ لثواني و مارست الرد لأيام.
لم نختر اللقاء و لا الفراق.
و كأننا شرفتين يقطنها شابين من دولتين مختلفتين و بين الشرفتين واد سحيق من الإختلاف .
نظرت له لو أغلقت نافذتي فهو باقٍ بالنافذة المقابلة لم ألغيه بل ألغيت حضوره و هنا بدأت اكتشف أنه لا يهتم لغياب و لا يقتله شوق بل هو موجود ليجمع المشاعر بسوق الأسهم.
أتت الفرصة مصادفة لأكتشف أنه شخص عميق لكن مع قلب آخر . فغرقت في نفسي من جديد و لكن من اعتاد التأمل لا يفقد الغد
من كان لديه أعماق و جعلك تشعر أن العمق فلسفة تافهة وخذلك و أعطى أعماقاً لمن لم يستحق فرذله الآخر لاحقاً فهو خائناً لنفسه .