شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الأديبة رانيا جرجس خوري

حبيبي خائناً 
شاءت الصدفة أن نلتقي لكن دون لقاء. 
أن نحكي بلا لغة و يمر طريقنا بلعنة الإستياء. 
ذلك اليوم كان مشؤوماً و به لعنة لم تُحَل حتى الآن. 
يالك من خائن !
ذلك الوصف لطالما عانق حروفي عَنْهُ. 
في صدفة الكترونية وصلتُ إلى موقعه لم أعرف أنهُ مبدع و مشهور ذلك الحين فالشهرة لها درجات. 
عقدتُ النظر حول ما ينتج و كان جيد و ما كان على الإنسان أن يقيم جودة إبداع الآخر. فمنتجاته تلقى رواجاً جيداً. 
و حين يحكم الرجل كماشة الغزل تبتعد الأنثى مُستشعرةً بالفخ. 
تحاول أن تُعري الحديث من الخصوصية و يصبح الحديث عن البقالة و اليوميات 
و الحسابات البنكية المعطلة بسبب اختناق العالم مالياً و أزمات يغرق بها العالم. 
بدأت أستميله إلى حوار الثقافات و طبائع الشعوب فوجدته ضحلاً غارقاً في نشوى روحه و لا يتعب من فرز أصواته باستفتاء ذكوريته. 
كنّا قطبين متنافرين لا يجمع بينهما أفق مشترك. 
لكن كان هناك  مغناطيس من نوع آخر يمنع كوننا متنافرين بل متقابلين  مرت الأيام و كنت معه و لست معه. 
نغلق بوابة الكلمات و نغتر بجودة أفكارنا الخاصة لا أحد يحتاج لمشاركة الآخر. 
 و مارس سلطتهُ لثواني و مارست الرد لأيام. 
لم نختر اللقاء و لا الفراق. 
و كأننا شرفتين يقطنها شابين من دولتين مختلفتين و بين الشرفتين واد سحيق من الإختلاف .
نظرت له لو أغلقت نافذتي فهو باقٍ بالنافذة المقابلة لم ألغيه بل ألغيت حضوره و هنا بدأت اكتشف أنه لا يهتم لغياب و لا يقتله شوق بل هو موجود ليجمع المشاعر  بسوق الأسهم. 
أتت الفرصة مصادفة لأكتشف أنه  شخص عميق لكن مع  قلب آخر . فغرقت في نفسي من جديد  و لكن من اعتاد التأمل  لا يفقد الغد 

من كان لديه أعماق  و جعلك تشعر أن العمق فلسفة تافهة وخذلك و أعطى أعماقاً لمن لم يستحق فرذله  الآخر  لاحقاً  فهو خائناً لنفسه .

رانيا جرجس خوري

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016