على شفا يأسٍ من تلقٍّ
_______________________________
رغم سبقه المنذر ببعثي من الجفاف
يصيبني صوتك بوابلٍ عميقٍ في الوجع
كلما أكتشفتُ ضعفي لتلقّي غيمه
وهشاشتي لالتقاط كنوزه
ثم قبضتي الفادحة على خسارته
بكفّين من وجدٍ ووهم
أيتها الحنو القاتل من النعومة
الوثير كرقة المعنى
كيف لا تعين بمعجزتك في النبوّات
ووقعك الملهم للقصيدة
أيّتها العقيدة الشعرية في المخيّلة
ما أشد ألم الصهيل بك في الصحراء وحيدا
ما ألذَّ صوتك السابح في أثيري
كما أوديةٍ بكر
اجتاحتها صحوة العصافير من غفوة الغسق
مثل كورالٍ من طفولةٍ خلف سيمفونيةٍ هادئة
كشرارة الحب الأولى بين صِبا قلبين
في جوقة الزحام
كالدهشة في بيات الرؤى
كانحدار الهدوء على خفيض التراتيل من قُدّاس الكنائس
كدفق الينابيع في مسمع الوحشة
ومرأى العطش
كل الكتابة إليك غربة
مثل بداوةٍ ضالّةٍ إلى جلبةٍ من سوقة الوراقين
اقرئيني على شفا يأسي في التلقّي
وآمني باسمي المرسل
الزاهد في الذِكر
على أبدية السيرة
في صداك
(المهدي الحمروني)