"أحزن من الحزن قليلا"
اقضم أصابعك...
أيّها الشتاء
ما عدتُ أخاف البرد
والليالي الطويلة والمظلمة
ماعدتُ اخاف الوداع
وهجر الأحبّة...
ما عدتُ أخاف النوم وحدي
بلا إمرأة وسرير
عدويّ اللدود الآن
هي النفس...
وتلك الأحلام العصية
والبعيدة...
الأحلام التي ولدت في بلاد
عربية
اقضم اصابعك
أيّها الخوف ...
فلا شيء جديد في الساحة
هذه الايام
ترامب يهرّج بخطاباته
والمئات في العالم
يموتون بجائحة كورونا
وحزن ممتد في فلسطين
وإحتجاجات في السودان
ولبنان ...
وحبيبتي تشربُ شايها
وتغني بسلام
وانا لاشيء... أنـا...
خراب في صدري متين!
أنت إمنحني الصبر
والقوة يا رب
فما عاد هذا الوضع يطاق
كل شيء مقرف هذه الأيّام
أريدُ أن أبزق في وجه...
أستاذي السابق المحترم !
حين صرخ في وجهي
ووجه زملائي وقال :
"أنتم لا تصلحون للدراسة
أي نوع من الطلاب أنتم "
أريدُ أن أعيش مع عالم الحيوان
ليتني أتحوّل إلى ماوكلي..
أوطرزان...
أو كيرازي حزين
اقضم أصابعك
أيّـها الصيف
فما عدتُ اخشى الحرّ
وفستان حبيبتي القصير
لديّ الآن ما يكفيني
من الشوق واللهيب
أنت إفرح أيّها الحُزن
حتى الاشخاص الذين نحبّهم
غادرونا...
أي كرم وضيافة هذِه
أيتّها الدنيا اللعينة
ها أنا الآن أعبرُ نهد الحزن
فأكرمي مثواي... !