شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الشاعر آلاء بو عفيف

جسد آخر 

لم يكن جسدي غريبا كما الآن 
كنت لا أحب تشكيله في كتاب الهندسة 
خطوطا مستقيمة ومتعرجة ومغلقة
كنت أريده حرا 
كحراشف سمكة أو كغابات آكاسيا
كان ينساب على الماء كزهرة أوركيد
وينساب الماء عليه كنهر عظيم
وهو يشق ضفتيه الخضراوتين

كانت الشمس تمد يديها فوقه كل صباح
تمشي داخله 
حتى يراق النور في أوردتي
وتتفتح زهرات خدي الورديتين 

الملاك الحارس
كان يراجع عدد منحنياتي كل ليلة 
يسند رأسه إلى كتفي 
ويتمتم أغنية الارض والسماء

الأطفال الاشقياء 
كانوا يسترقون الهمس وراء نافذتي 
ويرسمون أقواس قزح على ظهري العاجي 
حتى .. يتلاءم مع قمصانهم الملونة

الرجال الملعونون
كانوا ينظرون تحت التنورة القصيرة
حتى أحس بأنفاسهم الحارة 
على زغب ساقي الغضتين 

لم يكن جسدي غريبا كما الآن 
لم تكن تعلوه جذور أو جداول قاحلة
لم يكن مضطربا كمخمور يبكي وحيدا آخر الليل
لم يكن وجلا كطفلة قروية على الشاطئ
ولم يخسف ورقا على جلده .. منذ البداية 

لم يكن جسدي .. 
بل جسدان متحدان يكبران سويا 
أحمل دبيب النمل في صدري
أرفع الحجر الصلب على ظهري
أرسم الكفين والساقين 
والوجه الظريف
أحتفي بالخلق وحدي ..
ولا أشتهي ..
نهرا ولا غابة ولا شمسا ولا زهرا ولا رجلا .. 

لم يكن جسدي حبيبا كما الآن 
وأنا أحمل داخله نطفة ضوء حارة 
تتسع على الظلمات 
وتكتسح قلبي ..

أطفو .. على تجاعيد بطني الجديدة
ودموع النهار والليل والضحى 
أمشي إلى الأمام 
وأنا أقشر أفكاري السوداء 
أمشي إلى الوراء 
وأنا أركن الأصوات الرقيقة في الزاوية 
أمشي إلي 
وأنا أغلق بابا قديما .. 
كان في الماضي بلا أقفال.

آلاء بو عفيف

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016