تتقافز حبّات البَرَد
على هضاب قلبي الملتهب
يصوغُني الصّباح..
حديثُ مطرٍ متهالك النبض
كم يليق الهطول بأناي المثقلة بالوجعْ
علّ الدّمع يغسل درن المسافات،
المخبأة بين طيّات الزمن
مهجّرة أنا..
أجوبُ محطات الحبر الأخيرة،
بنصفِ إغفاءةٍ
أرقبُ مفاجآت المحبرة،
و انكسارات القدر
الكلّ يغريه المطر بالبكاء
و أنا..
يغريني بهطولٍ دائم النزق،
على أوراق متصابية المشاعر
للعبور وجه آخر..
خلفَ مزاجية الغيم يلوذ كلّي
تغوي الروح فكرة الخلودْ
يعزفني الغد بقيثارة عاجزة،
لم تكتمل بعد عبراتها
عند كل آهةٍ ينكشف بعضي
العورة لعنةٌ مُجازة لإستباحة الجسد
التّعرية الداخلية ممهورة بختم و طابع
( اللّهمّ أبعد عنا نحن العرب العين و الحسد )
بعد كل انسلاخ ...
يتلقفني حلم أبيض،
زهرٌ رماديّ
يذروني عند غابات المسك الأسود
و حطام شجرة الزيتون،
تنهال الغربان الثكلى.
غصّ الكون بعطر القتلى
و الكلّ : ..
*ما عاذ الله ربّ الخلق ... إله التقوى *
أتشفع غطرسة الذلّ ...
قوماً ناموا في العسل دهرا
نمرود تسلل بالأمس،
استباح قربان الفتنة
كم سرباً تحتاج ربي؟
للفتك بأدمغة الفجرة
لم يبق في الساحة إلا..
سيف أدرد و بضعة فتية
و غبار الحقد ينصّب نفسهُ،
أمير الدار سفير الحقبة
آه من ضعف ينسيني،
بأنّني ضيف عابر فكرة..
و الكلّ شراع متروك للرّيح و البحر الجائع.
القرش يشحذ نابه،
فالغرقى أضحيات هشّة لقانون الخسّة
كَبُرَ الوجع حتى طال،
روح الأمس و جسد القصّة.
خلود فوزات فرحات