🍂يموت الأستاذ وتفقد جزءا من إنسانيتها..
كانت طالبة في الجامعة جميلة الروح .. بهية الطلة .. طيبة القلب .. محبوبة وقريبة من الجميع .. أنهت دراستها وتزوجت وأنجبت أولاد وربتهم وعاشت حياتها ... الأيام تمر وكل شيء تغير والبعيد صار قريبا بعد أن دخل الانترنيت عالمنا .. والكل سجل حضوره في هذا العالم الازق .. ماريا أيضا سجلت حضورها وذات يوم وصلتها رسالة على بريدها كانت من أستاذها في الجامعة .. قال لها فيها أنه سعيد جدا بعثوره عليها بعد أكثر من عشرين سنة .. وأرسل سلامه وتحياته وكلاما كثيرا عن أيام خلت .. فرحت ماريا كثيرا وهي تقرأ كلمات أستاذها وردت عليه وتبادلا الأحاديث لعدة أسابيع واعترف لها أنه كان يحبها ومازال ولكن لظروف معينة لم يستطع في تلك الأيام أن يخبرها عن حبه لها .. وبقي الحديث بينهما لايتخطى حدود الطالبة والأستاذ .. حتى أرسل لها رقم جواله وطلب منها رقمها لكنها لم ترسله له ..
ورجاها بإلحاح أن تتصل به فقط ليسمع صوتها .. لكنها رفضت .. وبعد يومين توسّل إليها لتتصل به وتسمعه صوتها لدقيقة واحدة في اليوم التالي .. فقالت له موافقة كي تتخلص من إصراره ولم تكن تنوي الاتصال ابدا ..
وحين جاء هذا اليوم دخلت صفحتها وإذ بصور أستاذها تملأ الصفحات وتلك الورقة الأخيرة التي يكتب عليها أسم الانسان لآخر مرة دون أن يوقع عليها .. وكلمات الرثاء والوداع والحزن ... مات الأستاذ في حرقة صدى صوتها .. وماتت ماريا واختنقت بصوتهاوهي في الحياة .. وانتصر سواد هذا المجتمع اللعين العفن الذي منعها من منح سعادة بسيطة لإنسان أحبها حتى لو لم تكن تحبه ..
الندم لايكفي ولايحيي الموتى ولايريحهم في عالمهم الآخر .. ولا يجعلنا سعداء في عالمنا ... ماريا تعيسة جدا لكنها قررت أن تمنح السعادة لكل من حولها .. لربما ترتاح ذات يوم ويرتاح ضميرها ..
صوت كان سيجعل الرحيل أجمل .. 🍂