ازرع خوفك في لجوئِك
و سجّل عليه وطن
ازرع خوفَك
في لجوئِك
و سجّل عليه ... وطن
اسقِه شوقَك
احرسه بحبّك
أزل الضّرّ من حوله
بروحِك
ترقّب تفتّح اوّل زهره
اسجد له صباح مساء
احرص على ألوانه
أسمعه الموسيقا كي يطرب
رُشّ عليه ماءَ قلبك
قصّ عليه حكاياتٍ
لوطنٍ مفجوعٍ
موجوعٍ ... هناك
علّق عليه
شهاداتك والميداليات
فتات العملات
بقايا الإعانات
في بلاد الحضارة
واللّجوء الأوروبيّة
حيث أنتَ و الدّيمقراطيّة
ازرع خوفَك في لجوئِك
وردّد على مسامعه
آخر الفتاوى
وصيحات الدّين تتلوّن
كالأزياء الباريسيّة
هناك في الكامب
تصبحُ مواطناً صالحاً
تستيقظُ بانتظام
تقفُ بالطّابور مطيعاً مأمور
أنت مهذّب ... أنت مؤدّب
تحترمُ القانون .
خافت أمّك خاف أبوك
ارتعب قلبُك فأبعدوك
أيّ حزن .. أيّ أسى
وأنت هناك .. تُنتسى
رويداً رويداً
تَفقِدُ .. تُفقَد
تمرّ الأيام .. الأعوام
وأنت هناك و هنا وطن .
وهنا وطنٌ يصرخُ و ينادي
آن الأوان لعودة لإياب
فالقلب شارف على الغياب
أيها الوطن
المزروعُ بغربةٍ بكذبةٍ
لن تكفيهم .. لن تحميهم
تَكبُر تَصغُر .. لن تأويهم
تتصارعُ الأصابع
تتقدّم .. أو تمانع
تلتقطُ شعاع وطن
تسرقُ حفنة زارع
تحلمُ بكسرة خبزٍ
من يد ذاك الجائع
ازرع خوفَك في لجوئِك
و انتظر ربيعه
ينمو .. يتأخّر .. يتذمّر
واحصد زرعك بيديك
حتّى تَدمى الأصابع
يسيلُ الألم ..
يدمي شرايينك .. تنهار
لا تدرك ليلاً .. من نهار
هو الوطن .. يحاسب
هو الحنين .. يعاقب
هو التّراب .. يطالب
بحقّه فيك .. و الانتماء
أيتها الغربة .. الصّماء
ألا تسمعين .. نحيباً
في تلافيف الدّمع .. ينازع
تتشققين ندوباً .. و مواجع
ازرع خوفك في لجوئِك
و سجّل على ضريحه
وطن .
و عندما يتعافى
نَزفُ جرح ذاك الوطن
و تعود
لا تنسى أن تُحضر زرعك
عُد به .. إليه
علّه يغفر
علّه يسامح
كيف غادرت
كيف هربت
و تجرأت
و تعال احصد
فأنت الزّارع .
،، صباح عيسى ،،