شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الفيزياء الكمية ... بقلم الباحث حسين مصطفى

...الفيزياء الكمية..2..
..معضلة عقلية..
...لنبدا من حيث إنتهت الصفحة السابقة. التي إنتهت .مع.بور. بدل ان تحل المعضلة زادتها تعقيدا...إن الإعتقاد الذي كان سائد بأن الإلكترون يدور حول نواة الذرة كما الكواكب حول الشمس .كان خاطئا وليس صحيحا  بل الإلكترون يملك خصائص ويتحرك بمسارات غريبة ومذهلة ..قال نيلز بور .عندما تسخن الذرة تصبح الكتروناتها محفزة وتقفز من مدار ثابت الى أخر .ومع كل قفزة نزولا ترسل حزمة من الضوء بموجات محددة وكل موجة تحدد لونها الطيفي...وللعلم من هنا جاءت تسمية ...القفزة الكمية..وقال بور ايضا .إن القفزة الكمية تنشأ من قاعدة واساس غريب وهو خصوصية الالكترونات في الذرات  بحيث ان طاقتها تأتي بقطع منفصلة لا يمكن تقسيمها وهي كميات محددة صغرى تسمى الكم..ولكن المفاجئة الأهم مع الإلكترون انه لا يمكن تحديده .وقد يكون هنا او هناك او في اكثر من مكان واحد في نفس الوقت ..وهذا مخالف لقوانين الفيزياء التي كانت سائدة  ومخالف لمنطق العقل أيضًا. ماذا يعني لا يمكن تحديده وماذا يعني انه يمكن تواجده في عدة امكنة في وقت واحد .وفوق هذا قد لا يكون أيضًا..ما معنى هذا الكلام الذى لا جواب  لا بل زادت القفزة الكمية الأمر تعقيدا  وبدأت معها معضلات جديدة أخذت تتكشف تباعا  بدا على اثرها توقع أنهيار الفيزياء السببسة والحتمية التي جاء بها العالم الفرنسي .لابلاس..وهذا ما حصل لاحقا بالفعل ..في عام 1920 من الماضي بدأ ميكانيك الكم يستحوذ على الحيز الأوسع في حقل الفيزياء .وهذا ما اغاض البرت اينشتاين لأسباب ساذكر شيء منها لاحقا..وهذا كله حصل بعد عدة تجارب واهمها الإنشطار المزدوج الذي بغرابته اذهل القيمين على التجربة نفسها .ولكي نبين ما حصل في التجربة لا بد من الإشارة بشكل تشبيهي لها ...ما هو الشق المزدوج..لأنخذ لوح خشب بطول متر ونصف  وعرض متر ثم نحفر فتحة او شق فتحة على الجانب الأيمن  وشق او فتحة على الجانب الأيسر من اللوح  وكل فتحة بإرتفاغ .50.سنم وعرض 10سنم.. .ثم ناتي بلوح اخر يشابه تماما اللوح الاول  ونضعه جلف اللوح الأول ذو الشقين. ونجعل المسافة بينهما حوالي متر  او متر ونصف ..وبعد وضع اللوحين كل في مكانه كما ذكرت ..نأتي بكرات صغيرة ملونة  ونبدا  قذفها او رميها بإتجاه الشقين الفتحتين كي تعبر الكرات الصغيرة عبرهما لتصطدم باللوح الخلفي  بحيث ان الكرات العابرة من الشقين  ترطتم باللوح الخلفي  والتي بدورها ستترك اثر الصبغ او اللون عليه..الى هنا كل شيء عادي  وطبيعي بعد الإنتهاء من رمي الكرات نذهب لنرى ما حدث ..المنطق والعقل مسبقا اننا سنرى خط ملون من اثر الكرات على اليمين وكذالك خط ملون على الشمال..وفعلا وجدنا كما تصورنا مسبقا خط هنا وخط هناك ..تجربة بديهية لو اعدنا الكرة مئة مرة ستكون النتيجة واحدة...ولكن تابع معي صديقي القارئ وسنقوم بالتجربة ذاتها..فبدل إستعمال كرات ملونة  سنستعمل الأن الكترونات .ثم نرمي بالألكترونات في الشقين تماما كما فعلنا بالكرات ..العقل والمنطق يقول كما وجدنا خط على اليمين وخط على الشمال في تجربة الكرات سنجد الشيء ذاته في تجربة الإلكترونات ..ولكن المفاجئ بالنتيجة والحاصل ليس كما توقعنا مسبقا ابدا. بل وجدنا اللوح الخلفي ممتلئ بالخطوط .شيء محير وغير متوقع فما الذي حصل هل وقع خطا بالتجربة .فلنعد التجربة ومع ذالك النتيجة ذاتها اللوح ممتلئ بالخطوط..إذا الشيء الذي حصل لا يعني غير التداخل.وكيف حصل هذا ..وليت الأمر إنتهى الى هذا الحد بل الآتي اعظم ..سنعيد التجربة الأن ولكن سنضع كاميرا حساسة لنرصد من خلالها عملية عبور الجسيمات لنرى ما حدث وكيف إرتسمت الخطوط على كامل اللوح الخلفي..  وبعد التجربة جاءت معها صدمة اكثر ترويعا للعقل .الذي حدث انه إرتسم خطين فقط  المواجهان للشقين ..واين إختفت باقي الخطوط ..واعيدت التجربة مع الكاميرا ولكن النتيجة ذاتها خطين فقط.. لنبعد الكاميرا الأن ونعيد التجربة بدونها .ومع إبعاد الكاميرا عادت الخطوط ترتسم على كامل اللوح الخلفي . وبالفعل بقيت التجارب ومع الكثير من الحيل المتعددة  لكن دون جدوى .وصل الأمر بالتجربة الى إستعمال الكترون واحد ثم واحد وهكذا .كلما تضع الكاميرا ينهار التداخل او الدالة الموجية للإلكترون  ويتجسد بجسيم ..وبدون الرصد ينقسم ويدخل من الفتحتين وينتهي الى موجة .. والأغرب رياضيا انه قادر على الدخول من فتحة واحدة او الإثنتين او من خارج الإثنتين معا وينتهي الامر به الى موجة..وهذا اللغز  بسلوكه المثير اربك عقل الفيزياء وجعله  منحني الراس امام ذكاء الإلكترون الخارق واشيء ذاته ينطبق على كامل الجسيمات الذرية النووية والتي عددت قسم منها في الصفحة السابقة .فهي جميعها تمتلك تلك الصفات الذكية والغامضة والتي لا تنفع معها وسائل المخادعة لتحري الغازها ابدا ..وهي كما ذكرت تمتلك جميعها نفس الخصائص الغامضة والدالات المتعددة .وجميعها على ذات القدرة القادرة على التحيز  السريع ومباشرة  إذا ما شعرت بمراقبة ما..فهذا النوع من المادة لا يقبل ابدا مراقبة سلوكه من احد..وإن الوعي يؤثر مباشرة بعملية الرصد والقياس في هذه الجسيمات ...وإذا كان الوعي يؤثر بعملية القياس..فماذا بقي لنا من وسائل لرصدها إذا.. ساترك الحلول التي جاء بها .اروين شرودنغر..وورنر هايزنبرغ..الى الصفحة الاخيرة...
.....  وفي الحقيقة هنا يجب ان يقال  أن البعد الذي جاءت به هذه التساؤلات  خرج كليا من عالم الفيزياء والرياضيات  واصبح السؤال بجوهره بعهدة الفلسفة بإمتياز ..وعندما يقال الجواب بعهدة الفلسفة  هذا  يعني شراكة كاملة مع الشعر والأدب والفن والأحاسيس والمشاعر  بإعتبار ان السؤال نصفه مادة  ونصفه الأخر فطرة او احاسيس .ولا يمكن حل لغز المادة بالمادة دون الشراكة المذكورة....على اية حال ما صادف العقل في سابق عهده شيء من هذا القبيل ابدا  فالعقل يتعرف على محيطه عادة بوسائل المنطق  وأما ما يخالف المنطق والعقل فيرفضه.ولكن مع وجود عالم الكم تغير نمط فهمنا للأشياء .وهذا  ما قصدته في وجوب تغيير انماط فهمنا لما يحيط بنا ليتسق بشكل متكافئ مع نتاجات ميكانك الكم  وثورته الإنقلابية على كل ما سبق من رؤئ ومفاهيم...ولنا كلام في هذا الخصوص....
...المهم هنا كيف لنا ان نستسيغ بالعقل التقليدي  ما جاء به العالم ..ماكس بورن..إن الموجة ليست بإلكترون نقطي او اي شيء أخر صادف وجوده في العلم .واضاف في توصيف الموجة .على انها إحتمالية لأنه ليس من المسموح ابدا ان نتسائل عن مكان الإلكترون لأن الإلكترون عند طاقته العالية اي التراتم الكمي هو إحتمالي الحضور وهو يتحيز فقط عند محاولة رصده .عند هذه الحالة يهجر كل الأماكن التي نتوقع وجوده بها ويتخذ حالة واحدة ..ما هذا الكلام ومن هو هذا  الإلكترون العصي بذكائه ودهائه على ابرع شواخ النخب من العقول التي تقف امامه متوسلة..
...ولاينشتاين أسئلة عن الإحتمالات وفعل القياس والمالاحظة مع نيلز بيور..ولقاؤنا .مع الصفحة الأخيرة .لهذا الموضوع..وكالعادة  الشكر مع العذر..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016