..الفيزياء الكمية..3.الأخيرة..
..معضلة عقلية..
..لنبدأ من أينشتاين وأسئلته في الإحتمالات وفعل القياس والملاحظة..هذه اهم نقاط خلاف اينشتاين مع نيلز بور ..فمحور الصراع كان يتمحور حول عدم قبول اينشتاين مبدأ الإحتمالات. واصر اينشتاين على ان مبدا الإحتمال يمكن حله في القياس .ولكن نيلز بور كان يجيب ان المشكلة في القياس لان فعل القياس ياثر مباشرة بالجسم المقاس ويغير من حالته .وبقي الجدل مفتوحا هكذا وغامضا .لأن أينشتاين كان يعتبر ان حقيقة الكون ثابتة إن فتحنا اعيننا ام اغلقناها..
...قد يكون اينشتاين محق بشيء من هذا ..في ان حقيقة الكون ثابتة بمعناها الحركي والتبدلي .ولكن هذه الحقيقة تفوق قدرة وعينا لها .ولهذا تتظاهر بهذه الأنماط والمسالك المبهمة التي بينها ميكانيك الكم ويجبرنا بدوره على اخذه كما هو وليس كما نريد..على اية حال أقر اينشتاين بصحة ميكانيك الكم ولكن إعتبره علم ناقص يعوزه الكمال ..ومن هنا ردد اينشتاين عبارته الشهيرة .إن الله لا يلغب النرد .وقال هذه العبارة من منظور فلسفي لها علاقة بالله .ولذا اجابه نيلز بور .توقف عن إخبار الله ماذا يفعل..ولكن المعضلة بقيت دون حل ولم يعرف من على حق اينشتاين ام بور..وليت الأمر بقي هنا بل إزدادت غرابته مع الوقت ومن الأكثر غرابة وذهولا هو ذاك الرابط الخفي السحري الشبحي بين الجزيئات المترابطة فمجرد ان يتحرك جزيء هنا يتحرك معه شريكه في ذات اللحظة ولو كان على مسافة سنين ضوئية والعكس صحيح..وبقي حال الغموض والألغاز مسيطرة على حقول الكموم .حتى جاءت تجربة العالم .جون كلاوزر .في عام 1982.من القرن الماضي. ومع هذه التجربة بلغ ميكانيك الكم ذروة سحره وجنونه ..وذالك من خلال تجربة معقدة وذكية جدا عبر جهاز صنع خصيصا لغرض تلك التجربة ..والجهاز هذا مألف من شقين منفصلين وكل شق يذهب في إتجاه .واحد الى اليمين والأخر شمالا ..والشقين منحدران من الأعلى تفصل بينهما بلورة من الكريستال ..ولكن هذه المرة إعتمدت التجربة على ذكاء الفكرة التي جعلت احد الشقين اطول من الثاني بغاية وصول شحنة الى الهدف قبل الثانية ..وفعلا تمت التجربة الأؤلى بدون اية مراقبة ..والنتيجة كانت وصول الشحنتين على هيئة موجة..ولكن التجربة الثانية وضعت كاميرا مراقبة على الشق الأطول مسافة .. بدون مراقبة شحنة المسافة القصيرة .والسبب في ذالك ان الشحنة الغير مراقبة ذات المدى القصير ستصل اولا وبما انها غير مراقبة من المفترض وصولها موجة .والشحنة المراقبة يفترض ايضا ان تصل على هيئة جسيم لانها مراقبة ..وفعلا تمت التجربة عبر ضخ شحنة من الإلكترونات في البلورة ثم إنقسمت الى شحنتين ودخلتا الشقين الطويل والقصير ..ووصلت الشحنة الغير مراقبة بفاصل زمني قصير عن الشحنة المراقبة ...وعند رؤية النتيجة كانت المفاجأة صاعقة وصادمة بحق وغير قابلة للتصديق ..النتيجة كانت وصول الشحنتين على هيئة جسيم .كيف يفسر هذا وما الذي حصل ويجري في هذا العالم وكيف عرفت الشحنة الغير مراقبة والتي وصلت الهدف قبل وصول ..الشحنة المراقبة الى هدفها .بان الشحنة ذات المسافة الاطول مراقبة وبناء على مراقبة الشحنة الاطول تحيزت الشحنة ذات المسافة الاقل وتمثلت بجسيم وليس بموجة.. .
..وهنا وقعنا في مشكلة ومعضلة لا حل منطقي لها ولا عقلي ولا رياضي .ضاهرة اذهلت من لم يصادفه ذهول في حياته .إذ كيف يمكن تفسير ما حدث وكيف يمكن حل هذه المعضلة التي تاخذك الى تفسير غير منطقي وهو ان عالم الصغائر الكموم لا يجري عليه زمن فهو موجود في الماضي والحاضر والمستقبل .ولم تعد المشكلة محصورة بالروابط الشبحية بين الجسيمات بل اضيف عليها ما لم يكن يخطر ببال .اي انه بإمكان عالم الكموم ان يعود الى الماضي ...
...الجواب على هذه الأسئلة خرج عمليا من دوائر علم الرياضيات والفيزياء .واصبح كما ذكرت بعهدة الفلسفة ..الجواب في حقيقته يكمن البحث عنه بين المادة والوعي ..وهنا يكبر دور الشعراء ادباء فنانين مفكرين لان صلتهم بواقع الوجود اكثر اصالة من حيث فرادتهم بقوة الإدراك المصحوب بقوة الإحساس .لان إمتيازهم بهذه القدرات وحدهم القادرين على تجسيد المجرد وجعل المجرد مجسد بفعل إمتلاكهم تلك القوى والتي بجوهرها تمثل بوصلة الإتجاه الأكثر تصويبا وتدقيقا في رحلة البحث عن الحقيقة الوجودية ....على اية حال ان عالم الكموم إنتهى الى فرضيات إحتمالية وفق معادلة صاغها العالم .ارون شرودنغر ووضع معادلة موجية تصف لنا السلوك الموجي للإلكترون الذي يحمل كل مواصفاته من طاقة وسرعة وموقع وموجة وجسيم الخ..وهذه المعادلة تضم عالم الذرة والأنوية الذرية. ولكن جوهر هذه المعادلة انها إحتمالية النتائج .والسبب في ذلك يكمن برهنته بمثل بسيط .لو وضعنا مثلا الكترون في غرفة هذا يعني اننا وضعنا عليه شرط ان يكون داخل الغرفة وبما ان الإلكترون يأبى محاصرته او وضع شروط عليه..الذي سيحدث من هذا الفعل هو إختفاء طاقاته الممكنة والتي تسمى بالتراكم الكمي .ويتجسد فقط في حالة واحدة وهي الكم او الجسيم ...لكن المهم في المعادلة تقول بما ان الإلكترون مجبر ان يكون بهذه الطاقة او هذه الطاقة وهكذا .وعندما نسال المعادلة اية طاقة سنجد عليها الإلكترون فتجيب هذه عملية إحتمالية وهذه الإحتمالية تحسب بطريقة مثلا ..ان يكون 30 بالمئة على هذه الطاقة او 60 بالمئة على هذه الطاقة وهكذا...وهذا يعني في النهاية سقود مبدا التحديد المسبق واصبح العالم مع هذا التفسير ذو طبيعة إحتمالية ....وهناك معادلة .ورنر هايزنبغ.ايضا .التي تقول بانه لا يمكن تحديد سرعة وموقع الإلكترون او سرعة وموقع الموجة في نفس الوقت فكلما حاولنا تحديد السرعة زاد الإرتياب في الموقع وكلما حاولنا تحديد الموقع زاد الإرتياب بالسرعة وهكذا في كل حقول الكموم ..وسمي هذا مبدا هازنبرغ بالريبة..وجوهر هذا الإرتياب يعود الى ان عالم الكموم يتغير سلوكه عند محاولة مراقبته..إنتهى
.......ملاحظة هناك الكثير في عالم الكموم لم اذكره ولكن هذا يكفي لإعطاء نموذج عام عن طبيعة هذا العالم..وعذرا للإطالة مع عاطر تحياتي وشكري للجميع..