شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

قراءة في البديهيات ... بقلم الباحث حسين مصطفى

..بعيدا عن العقل ومشاكله..
..فقط قراءة في البديهيات..
...إن هذه الصفحة أصدقائي يجب آدراجها في موضوع البحث لأنها متصلة به ..وقبل الشروع في تناول المسائل الأكثر تعقيدا رايت ان اتناول هذا الفاصل البديهي الذي لا يقل اهمية عن المسائل الجاري بحثها في صفحات لاحقة...
.....إن من بديهيات قراءة تاريخ الحياة العاقلة على سطح هذا الكوكب.  بدا لنا وبالإجماع على ان اول ما ينظر اليه الإنسان في صراعه مع البقاء  هو الأمن الغذائي  ثم الأمن الأجتماعي والصحي .وهذا من تسلسل اولويات الحياة بداعي إستمرارها والحفاظ عليها. وإن الأنسان بطبعه لا يمكنه الإستقرار دون الشعور بالأمان  لأن الشعور بالأمان حاجة ماسة وضرورية  وهذا الشعور هو تلقائيا مقابل الشعور بالخوف .وكي بتم إبعاد شبح الشعور بالخوف وطرده  لا بد من تأمين الشروط الأولية والضرورية لاستمرار هذا العيش او تلك الحياة  بطبعها الهادئ والامن المطلوب .ومع بلوغ نقطة المطلوب يعم الشعور بالاستقرار الباعث على الأمن والطمأنينة   والذي بدوره يحفز الإنسان على البحث الدائم والمستمر لإيجاد مجالات ووسائل اوسع واكثر  لتغيير وتطوير مناهج حياته التي يرتقي بها تدريجيا وعلى مراحل لتأتي بالأكثر امنا وامانا وإستقرارا وزيادة إطمئنان .ومع تطور وإرتقاء وسائل المعرفة  يصبح بالإمكان التعرف على الأفضل والأنسب والأجدى  والذي يساهم في تبديل معاني ووسائل الأمن والأمان دائما بإتجاه الأفضل في هذه الحياة. وهكذا... ولكن الملفت هنا ان ثمة شعور آخر يرافق الإنسان ولا يقل وقعا وإستبدادا عن شعور صراع البقاء .وإن هذا الشعور يتمثل بقوة   تضاهي قوة صراع البقاء .إن مصدر هذا الشعور هو الخوف من المجهول  وإن جوهر الخوف من المجهول هو في حقيقته الخوف من الموت ومذا بعده او وراءه . وامام هذا المشهد يتبين لنا ان الإنسان لا يكفيه الشعور بالأمان في حياته وعلى حياته فقط..بل نراه يبحث عن امان أخر واطمئنان اخر  متصل مباشرة بما وراء حياته اي بعد مماته ..إذا الإنسان هنا بشكل عام. مع الإحتفاظ بهامش الإستثناء. لا يكفيه الشعور بالأمان والاطمئنان على حياته فقط  بل الشعور ذاته يود توفيره الى ما بعد الحياة ايضا ..هو سؤال منطقي ووجيه ..ما سر هذه الثنائية المتعارضة   في الوقت الذي يبحث احدنا عن وسائل العيش والأمان وإستقرارها وإستمرارها   نراه في الوقت عينه يبحث ايضا عن وسائل وطرق الأمان لما بعد حياته ..إذا الشعور هنا كي يتحقق كماله الأمن يجب توفيره دنيا واخرة .وهذا ما نراه فعلا ونرصده عند الأكثرية الصاحقة عند الناس على إختلاف هوياتهم . ولذا نجد ان حل هذه المسألة موجود في العقائد الدينية بغض النظر اي كانت إلا انها في النهاية توفر او تأمن لهذه الجموع وسائل الأمان والاطمئنان لما بعد الموت او لما بعد الحياة..وهنا يظهر ان الإنسان يحتاج الى نوعين من الأمان .الأؤلى في حياته والثاني بعد موته  ويصارع الى تأمين الإثنين معا .وهنا نرى ان شروط الشعور بالأمان مختلفة .فبينما تكون في الحياة هو ما يأمن إستمرارها عبر تامين وسائل العيش ..نرى الثاني منفصل تماما عن وسائل العيش بل إرتباط الشعور بالأمان هنا فقط الإلتزام بإيمان او عقيدة دينية ..والملفت هنا على هامش الموضوع  نرى كيف الخوف يتسارع نبضه اكثر مع تقدم العمر ويزداد اكثر عند الضعف والوهن والمرض .فتنقلب المعادلة ويتحول التمرد الى لين والكبرياء الى ضعف ..وهذا يتم على الأرجح بفعل إنكشاف الإنسان على نفسه وإعترافه بضعفه على الأقل ولو سرا امامها..طبعا هذا بشكل عام ولا بد من الإستثناء .إذ لا يجوز الإطلاق ابدا فثمة من لا تجري عليهم تلك الحالات ولكن هم قلة في النهاية... وعلى ضوء ما تقدم لا بد من الإشارة الى مسألة حساسة وعلى ذات من الأهمية...ان الله ليس فكرة وما كان يوما ابدا فكرة ..إن الله إحساس وإن هذا الأحساس هو مولد الله في ذواتنا .وهذا يعني ان فكرة الله موردها ومولدها إحساس اصيلا بالأصل .ولو ان الله فكرة عابرة لإنهارت سريعا وبما ان الله إحساس وليس فكرة عابرة  هنا يكمن سر بقاءه بانفس الخلق   لأن الإحساس يولده مع كل لحظة بفعل قوة دفعها المتواصل نحوه ..وذالك بسبب وجود الله بالفطرة والتي فطرها على نحو  جعل سر البحث عنه فيها   ولذا لا ينفك السؤال عن الله ابدا ..واكرر القول إن الله ليس فكرة عابرة  بل هو إحساس صرف وإن هذا الإحساس هو المسؤل عن توليد فكرة الله ..وإن هذا الإحساس لا يمكن تعريفة ولا توصيفه ..ولا يمكن ايضا تجاهله او إخراجه من خفق الأحاسيس  لأنه متجذر في الفطرة الأؤلى السليمة الغير منحرفة والغير مشوهة...والى اللقاء مع صفحة جديدة..مع العذر الدائم للإطالة..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016