ُِِنورُ الله
كلما هَممتُ وأوشَكت أن أسميكِ
تفتِك حيرتي بي ِوأبلى وتُضنيني
تتملكُ بي وتهتِكني حتى تُعريني
وأفتش عما يليق بكِ من الأسماءِ
وأُقَلِّبُ في صفحاتٍ ملؤها الخواء
........أنتِ مَنْ أنتِ؟؟؟.......
قصائدَ حبي، رسمي، رمزي و إسمي
و حروفي التي لم تنهمرْ وكل جسمي
و المزاميرُ و مَجدُ القوافي وما تدَّعيه
و الإزميلُ، والفرشاةُ، و الحِبْرُ و أواليه
و ما لم يَخطرْ ببالها بعد من نواصيه
...............أنتِ..............
عشتار و إرا بابل، وعشتروت الفينيق
فينوس، إيروس، أورانوس الإغريق
حاكتْ عباءاتٍ لها من نسائم جلدكِ
واشتباه المبدعين ليزلوا و يتغنوا بكِ
وكواكبي التي لا تسطعُ إلا من نجمكِ
..............أنتِ...............
ذهبُ الصولجان و مليكةُِ التيجان
في مراياكِ تتزاحم ملكاتُ الزمان
ليَلْبَسْنَ شعرك تاجاً لهن للإفتتان
به يُوَدَّنَ ملوك ما أعلنه الفرمان
دون أن يَرِفَ لهن جَفنكِ الوسنان
...............أنتِ.............
هبوبُ الريح عند الرحيلِ تدميني
وعصفُكِ حين يُحَلِّقُ في مياديني
و زبَدُ بَحْرُكِ يرغو بي و يَرميني
لأعَلِّقَ هُدباً على وشاحِ مراسيكِ
و يُلَوِّحُ بي على شطوطِ موانيكِ
............أنتِ.............. .
محارُ البحر يقتات على بذارِ لآلئكِ
ليغوي بها و يمحو إرثاً من مآثركِ
متوهماً أنه بذا يَمْكُرُ بي ويَغويني
ولفرط حسرتِهِ لا يدري ما يميتني
ولؤلؤةُ القلبِ تجتاحُ بي وتُحييني
............أنتِ...............
سمادُ الأرض و مِلحُ بِحارِ بلادي
وجذور القمح تحرث أكُفَّ الوِهادِ
عرقُ الفلاحينَ وأقحوانُ البساتين
وخبز الأطفالِ و طَحْنُ الطواحين
و زهرُ البيلسان و ضَوْعُ الياسمين
..........أنتِ................
ألسماءُ و ما أنزلتْ من آياتِ زُرقتها
الطيورُ المهاجرةُ وخطوطُ سَفْرتِها
البرقُ،الرعدُ ،المطرُ ، نَزْفُ ثلوجِها
ومواقدُ الكسْتناء والشاي وأباريقُها
تسْحِرُني لألْتَحِفَ بِكِ في شِتاءاتها
.............أنتِ...............
كروم العنبِ ،الكرزِ ، و حَبْ الزيتون
تدورُ في فناجيني،خَمراً،ناراً وآتون
يَنْعَقِدُ ويَقْطُرُ عِشقا من عَقْدِ حاجبيكِ
يُشعلني وأتوهُ أسلكُ دروبَ عينيكِ
و يَطرحُني لأسْكنَ بين رُبى نَهْدَيْكِ
................أنتِ............
نساء العالمين و ما انجبته البطون
و كل نُطُفَةٍ في الأجِنَّةِ وفي السُكون
تَخْلِدُ لتُرَتِّبَ طَرزَها في مِعْصَمَيْكِ
و تقطف ولو خشخشةً من سِوارَيْكِ
لتزهو و تتمايلُ على تَغريدِ شَفَتيْكِ
.............أنتِ............
البتولُ و صوتُ الرنينِ و القديسين
و رحَمُ الأرحامِ من قبل أن تولدين
كلمة البدء، و ذوالفقار،و الصديقين
تمسحينَ الدمْعَ و بالحق تَصرُخين
و الميزانُ مُرتَكز مِنكبَيْكِ تَنْصُبين
..............أنتِ............
..............وأنا.............
َأصْطَهِجُ في حيرتي و صَبْوَةَ أفلاكي
و تضج بِيَ الأسماءُ لكي بها أناديكِ
و أسْتعيرُ من أفواهِ البِشارةِ معانيكِ
و أصْطفيها لكي أسْكُبُها كلها عليكِ
لأني إن أرى لا أرى إلا نورَ اللهِ فيكِ!
سامي حمدونِ