فكّرتُ جيداً قبلَ كتابةِ هذا النص ..
وجدتُ أنّه ينفع استخدامكَ بطلاّ مكروهاً في أيّ نصٍّ أكتبُه
ووجدتُ أيضاّ أنّه عليّ مُعاملتك معاملةَ
"العين بالعين والبادي أظلم "
كنتُ أحياناً استغرب فكرة الظالم
كيفَ يستطيع استغلال البشر و استباحة كل شيء بحجّةِ أنّه الأقوى ، ولكن في حياتِنا هنا جملة "البقاء للأقوى" غالباً ما تفوز ..!!
كما كنتُ أتساءل كيفَ يكون شكلُ هذا الظالم القوي الذي يسيّر خلفَهُ الآلاف من الضعفاء .. ؟!
بل كيفَ يكونُ شكلُ الضعفاء أولاً ؟!
وجدتُ أنّه لابُد أن يتواجد الشيء و نقيضه في هذه الحياة
وجودُ المظلوم يُبرر وجودُ الظالم
و الضعيف يُبرر وجودُ القوي
على ذكرِ الضّعيف و القويّ ، الظالم و المظلُوم
تذكّرتُ كُل ظلمكَ ، تكبّركَ و نفاقكَ غير المباشر أو كما نُسميها في لهجتِنا المَحكية
"اللعب ع الحبلين ، النط من فوق الأساطيح".
حُبّي لكَ جعلكَ تستغل كُل شيء في صداقتنا ، و علاقة حُب رفضتَ الاعترافَ بها لا أعلم لِمَ ولا يهمُني الآن ..
ما فاتَ لا يعود ..
ما يجب عليّ إخباركَ بهِ الآن ..
أنّني حلَلْتُ مكانكَ في الظُلم و القوة ، و أتعبني كثيراّ هذا الدور الذي تقمّصّته
كي أشعُر بما شعرت عندما أنهيتَ قصّتنا غير المنطقية كما ادّعيت !
وأيضاً أتمنى أن تكون قد أحرقتَ تلك الرسائل الورقية التي كُنتُ أرسلها لكَ كُلّ سبت من كُلِّ أسبوع ..
أتعلم أمراً لم تعُد تعنيني أيام الأسبوع
أصبحَ اليوم الذي أُنجزُ فيه عملاً ما هو اليوم المُفضّل بالنسبةِ لي ..
لم تعُد تهمني أرصفة الشوارع في تلك المدينة
أصبحَ الرصيف الذي أجلسُ عليه عندما أتعب هو الرصيف المُفضّل بالنسبةِ لي ..
هناك حديث يدور في ذهني أحياناً
ألا و هو أنني إذا رأيتك صدفة و شاء القدر و تكلمنا
لن أعاتب ، أصرخ أو ألوم لا أبداً
كُلّ ما سأقوله لك : شكراً ، نعم شكراً
بسببكَ أصبحتُ أعلم كيفَ أردّ
" الصاع صاعين "
بسبب نفاقكَ غير المُتوقع أصبحتُ أُفكر مئاتَ المرات بمن يجب الوثوق به فعلاً و بمن لا يستحق ذلك ..
بسببكَ تعلّمت أن أنفُخ البالون حتى يصل لشكله المطلوب فقط، بمعنى آخر ألّا أُعطي الأشخاص أكثرَ من حجمهم ..
بسبب كذبكَ تعلّمت أن أكون أكثرَ وضوحاً مع الجميع ألّا أُجامل ، أُبالغ أو أنبهر ..
بسبب كل ذلك شكراً لكَ ..
لأنّني شخص لا يعرف الاستسلام و لا البقاء تحتَ ظُلمِ أحد ..
شخص لا يعرِف الضعف يوماً ..
وبعد فراقكَ لن أدع التعلق يعيش معي، بل سأطرده خارجاً ..
كما طردتُكَ من كُلِّ الشوارع و أكواب القهوة ، من كُلّ الأرصفة و النجوم .. طردتُكَ من الذكريات و جعلتُها رماداً ..
وكما استغليتَ اهتمامي و حُبّي لكَ ..
اسمح لي أن استغلّكَ في نصّي هذا الذي لن أقف فيه احتراماّ لرغبتكَ -ألا وهي- أنّك لا تُريد أن تُفضح و تُظهر وجهك الحقيقي ذاك .
ولن أحترم تلك العِشرة التي هانت عليكَ في لحظة في جلسةِ نميمة سيئة ..
لن أقدّر أيّ شيء كان يجب عليكَ أن تُقدّره في تلك اللحظة
و لن أتذكر أو أحن أو اشتاق لذكرياتنا السعيدة ؛ لأنكَ حتى سعادتي لا تستحقها ..
من الآن أنا مُحرّرة منك بالكاملِ ..
هنيئاً لكَ بالهامش الذي استوطنت فيه و هنيئاً لي ببقاعِ الأرضِ كُلّها
حيثُ أُزهر أينما حلَلت .