تأريخٌ لحادثةٍ عابرةٍ
--------------‐----------
لم تكن مثلَ فراشةٍ
لكنَّ خِفَّتَها كدهشةٍ مفاجئةٍ..
أو كظلٍّ مؤقًّتٍ يترصَّدُ لعابرِ سبيلٍ ضلَّ من شاحنةٍ
لم تكن مثلَ فراشةٍ
غيرَ أنَّ خفقةً من بعيدٍ هيَّأتها للتَّسلُّلِ
كانت كطائرٍ يألفُ الوقوفَ على كتفِ خيالِ المآتةِ
لا يفزعُ من جلبابِهِ الذي تُمزِّقُهُ الريحُ
كطائرٍ يأنسُ لكرةِ القشِّ التي تصنعُ شَعرًا مُستعارًا
مع الوقتِ..
أنشأَ داخلَها عُشًّا.. وربضَ
والوقتُ كانَ عطرًا يفوحُ.،
تمامًا كدهشةِ خِفَّتِها المفاجئةِ
لم تكن مثلَ فراشةٍ
كانت سهمًا.،
تركَ خلفَهُ ثُقبًا يُؤرِّخُ لحادثةٍ عابرةٍ.،
عن حقيقةِ الخرافةِ!
مثلاً..
جِنِّيَّاتُ البحرِ لسنَ بأذيالِ سمكٍ
كيفَ يكُنَّ جِنِّيَّاتٍ ويحتجنَ لذيلٍ في السباحةِ؟!
يكفيهنَّ أثداءهنَّ العاريةَ
ومن الجائزِ..
من الجائزِ جدًّا أن يكُنَّ بعينينِ واثبتينِ
تمنحنَهنَّ خُطوةً كالمدى
ومثلاً..
النَّدَّاهاتُ اللائي يختبئنَ في الحقولِ
لسنَ يملكنَ كشوفًا من سجلاتِ القريةِ بأسماءِ الرجالِ
الرجالُ..
هم مَن يكتبونَ أسماءهم في وريقةٍ مطويَّةٍ
يُلقونَها قبلَ كلِّ غروبٍ عندَ حقولِ الذرةِ
وينتظرونَ سعيدَ الحظِّ.،
وهم يسيرونَ في الليلِ
يتوخُّونَ أصواتَ النَّدَّاهاتِ
وأؤكِّدُ لكم أنَّها لم تكن مثلَ فراشةٍ
ولم تكن بذيلِ سمكةٍ
كما لم يكن معها كشفٌ بأسماءِ الرجالِ
فقط..
كانت خفيفةً..
كدهشةٍ مفاجئةٍ.