تقاطع
.
يُزعجكَ التدخينُ،
وقد دخّنْتَ كثيراً.
دخّنْتَ وما زلتَ تُدخّنُ،
تحْسَبُ أنكَ تعترضُ الوقتَ،
فتجعلُهُ يُبْطِئُ،
تحْسَبُ أنكَ تعتقِلُ اللحظةَ بالتدخينِ،
تُسائلُها،
تنفثُ فيها بعضَ رسائلَ،
ثم تُحرّرُها،
تُطْلِقُها في جوٍّ يصبحُ مشحوناً بِكَ،
لكنّكَ تُقْلِعُ أحياناً،
تُقْلِعُ دوْماً،
تُقْلِعُ ثم تعودُ،
تُدخّنُ كي لا يغدرَكَ الوقتُ فيمضي دونَكَ ...
يُزعجكَ التدخينُ،
ولكنْ، من يحْضنُ أوهامَكَ ؟
يسْتعْبِدُكَ التدخينُ وتْحْسَبُ أنكَ تسْتعْبِدُهُ.
تعتادُ عليهِ فتعتادُ على نفْسِكَ،
تُقْلِعُ عنهُ فتُقْلِعُ عنكَ،
وحين تعودُ إليهِ تعودُ إليكَ،
هي اللحظةُ توثِقُها كي تعترضَ الوقتَ،
دخانُكَ بعضُ رسائلَ منكَ إلى غيْبٍ ليس يُهادِنُ ...
يُزعجكَ التدخينُ،
ولكنّكَ دخّنْتَ وما زلتَ :
تُدخّنُ، تُقْلِعُ، ثم تُدخّنُ ...
أيّامُكَ تُشْبِهُ أيّامَكَ،
والعالمُ حوْلَكَ أوهامٌ،
ودخانْ.
(جودت فخر الدين)