أهكذا العشقُ يا ربّـاه يفنينا
ويلهبُ النَّـار في الأحشاء تكوينا
وصلٌ وصدٌّ وقربٌ في الهوى ونوىً
نطوي الدّهورَ وفنُّ العشقِ يطوينا
قد حـنَّ للوصلِ قلبٌ كم يحرِّقهُ
تباعدُ الحِـبِّ حيناً..والجوى حينا
يـا نجمةَ الصبحِ هلَّا قد بزغتِ على
عينٍ لها من معاني السهدِ تمكينا
بالله يـا ليل لا تعبث بمهجتنا
إنَّ الأسى في النّوى قد بات يُخفينا
مهما أطلت ففجرُ الوصل منبثقٌ
مثلَ الربيع بغيثِ القرب يَروينا
نحيا على نغمٍ من ذكركم أبداً
وكم يهيجُ بذكرِ الحـبِّ ماضينا
وكم لدى سحرٍ ذابت سرائرنا
إنَّـا اتـخذنا وفـاء حبهـم ديـنـا
نقضي الليالي على ترجيع نغمتهم
طابت على نغمٍ فيهم ليالينا
لم نرتضي غيركم خلّا ولا بدلا
عنكم أخذنا فنون الود تَلقينا
إن ناح في الأيكِ طيرٌ ننوح له
وإن بكينا غدا في الروضِ يبكينا
وكنتُ أحسِبُ أنّـــا لا نُفارقه
طول الزمان.. نناجيه ويشجينا
حتى غدونا وكأسُ الصفو منكسرٌ
وراحةُ القلبِ راحت من أيادينا
فيا سحابَ المنى جفّت مرابعنا
فواصِلِ الغيثَ جوداً في نواحينا
ما جنَّةُ الخلدِ إلا في وصالكم
وعندنا العيد من معنى تلاقينا
إنّـــا التجأنا إلى ظلٍّ بحيِّكمُ
حاشا نضام وبابُ الحِبِّ يؤوينا
ندعو إلى الله أن نحيا بقربكم
قد أثلجَ الصدرَ قولُ الدهرِ آمينا
تسنيم سلطان