الغائب
الحاضر
الشاعر ممدوح المتولي
***
يومية
صَوصَوةُ الصُّبحِ يا صَاحبي
أَلذُّ مِن النَّومِ بَينَ جِبَالِ الخَيالْ
نَفَّضَ الحُلمَ عن مِنكبيهِ
وَهَمَّتْ خُطاهُ الوئيدةُ
تَنتَعِلُ الدَّربَ
كانتِ الخَامِسَةْ
اشتَرى دُونَ قَصدٍ جَريدةْ
وقلَّبَها دُونَ قَصدْ
دونَ قَصدٍ طواهَا
وأشعلَ في نَفسهِ دَهشَةً
وانزَوى في هَديرِ الزّحَامْ
سَاءَلتهُ امرأةْ
كَمِ الوَقتُ؟
كانَ قِطَارُ الصَّباحِ
يُعَربِدُ بَينَ حُقولِ النُّعَاسْ
قالَ في نَفسهِ: رُبما!
لاحَقَتهُ الرُّؤى
مَا أَحَسَّ لَهيبَ النَّهَارِ
ضَجيجَ الدُّخَانِ السَّمومِ
وَمَا اشتَمَّ
غَيرَ رَائِحَةِ الزَّيفِ مِنْ حَولهِ
كُلُّ شَيءٍ قُريشٌ
لَهُمْ دِينُهُمْ
قالَهَا، واستَباحَ الطَّريقْ
صُراخٌ وجَمعٌ مِن النَّاسِ
طِفلٌ
وسَيارَةٌ
وَدِمَاءْ
في زِحَامِ الوجُوهِ البَلِيدَةْ
لَمْ يَجِدْ ظِلَّهُ
رَمَى بالجَرِيدَةْ
وَكانَ الأذَى أَصبَحَ السَّادِسَةْ
هوَ الآنَ في كَومَةٍ مِنْ رِياءْ
يَرتَدي أَلفَ وَجهٍ
يُخَاطِبُ كُلَّاً بِمَا يَشتَهي:
أنتَ يا سَيِّدي تَاجُ رَأسِي
وفي سِرِّهِ:
لا يُسَاوي حِذاءْ
وأنتِ:
صَباحًا مِنْ الخَيرِ
ألقى بِها
في رُكَامِ الرَّزِيلَةْ
كانَ طَعمُ المَكانْ
كأنَّ ظَلامًا هُنا مِنْ زَمَنْ
لَمْ يُخفْهُ العَفَنْ
حِينَ جَاءَتْ إليهْ
وألقَتْ بِمَا يَشتَهي في يَدَيهْ
فَقَطْ .. .. ..!
رُبَّمَا .. .. ..!
صَارَتِ الثَّانِيَةْ
عَاوَدَتهُ الرَّؤى مُثقَلَةْ
تَذَكَّرَ وَجهَ العَجوزِ الَّتي
بيَّنَتْ دَربَهُ
حِينَ قَالَتْ لَهُ:
.. .. ..!
وَقَالَتْ لَهُ :
.. .. ..!
هُراءً مِن القَولِ كَانتْ تَقولُ
وَكانَ كَمَنْ قَيَّدَ الخَوفُ قَلبَهْ
أَلَا أيُّهَا اليَوم قُلْ لي
بِمَاذَا يَجيءُ المَسَاءْ؟
تَسَاءَلَ
والبَعضُ مِنْ حَولهِ يَلعَبونَ الوَرَقْ
والبَعضُ بالنّردِ كانَ يُقَامِرْ:
"شِيشْ"
"جِهَارْ"
بَينَ لَأيٍ ولَأيٍ يَضِيعُ المَسَاءُ
وَمِنْ قَبلُ يَا صَاحبي
ضَاعْ وَجهُ النَّهارْ.
.
ممدوح المتولي