1:32
ليلةٌ باردة راحَتْ تتَربصُ بِي مِن تحتِ باب غرفتي ، تنتظرُ الوقتَ المناسِبَ لتشُن هُجومَها عليّ وتفتَكُ بما تبقى مني ، كأنّني فريسَتُها المنتظرة ، ثمّ تسرقني من دفء مِعطَفي الذّي كانَ يعانِقُ جسدي ككفنٍ يلتفُ حولَ جثةٍ هامدة لا تصلح لشيءٍ ، تتَسللُ إلى أفكارِ عقلي التّي أمضيت ساعات أتوسلُ لها لتنام قليلاً عليّ أرتاحُ من ضجيجِ أصواتِها فتيوقظها بوحشيةٍ تمنعُها من النومِ إلى سنواتٍ وسنوات.
رمقتُ ساعتي وإذ بعقاربها تتناولُ الوقتَ بشراهةٍ أقلَ من المُعتادِ ، وأفكاري أخذَت تركضُ في زوايا راسي مذعورةً ، لم استطعْ أن أجِدَ لها ملاذاً آمناً تختبِئ بهِ، وبالكادِ نهضتُ من سريري ، تركتُ معطفي جانباً ، شعرتُ بألمٍ بسيطٍ يلامسُ قلبي ، نظرتُ إلى مقبسِ الحائط ومشيتُ بخطا متثاقلة إلى أن أقربت منهُ وإذ بأصابعي تلتمسَهُ لينير المصباح ويؤنسُ وحدتي ، تناولتُ قلمي و أوراقي شعرتُ بحاجةٍ لهم ، مهلاً الضجيجُ في راسي يرقص محتفلاً والمكانُ زادَ اكتظاظاً فعلى غفلةٍ مني رحتُ ألِدُ فكرةً جديدة ، ماذا سأكتبُ اليوم .
لكن هذه المرة لم تستطع حروفي أن تخففَ عني ، و أوراقي المبللةُ بدموعي باتت هشّةً كقلبي، أما قلمي ارتمى جانباً كميّتٍ لا يقوى على الحراكِ .
ما يجولُ في قلبي مؤلمٌ ومخيف لكنّني لم استطع فهمَهُ ولا حتّى ترتيب فوضى مشاعري التّي بثت في جوفي الخرابَ، لم يكن بوسعي فعلُ شيء ،بدأت عيناي حثيثاتُ الدمع تمطرُ ،رفعتُ يداي ورحت أدعو لربّي كالعادة ، فالدعاءُ هو الشيء الوحيد الذّي يمكنهُ أن يُهدء من روعي.
نفذَتْ خزاناتُ دموعي لهذا اليوم ، وعادَ الذبولُ يحلِّقُ حولَ أجفاني ، أما عن أفكاري أظنُها تعِبت من كثرِ تجوالِها فقررت أن ترتاح بعض الشيء ، وجسدي بات يدفعُ بعضهُ بعضاً إلى السريرِ حتّى وصل بعد معاناة ، ثمّ التفَ المعطفُ حوله يربتُ عليهِ ويحضنهُ بدفء ، وعيوني أغلقَتْ ستائِرها مودعةً كلُّ شيء حولها حتّى يوم غد.
#بقلمي مرام صافي الطويل 🌸سوريا _السويداء
1:35 AM