شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الأديبة مرام الرواس

مرام الرواس / سوريا 

في ليلةٍ قمراء خريفية وبينما  كانت جالسةً هي ونسمات الهواء اللطيفة على شرفةِ أحد المنازل الدمشقية تتأمل النجوم وتغازل القمر وتستمع بإصغاء شديد لإحدى أغنياتها المفضلة قد مرت على مسمعيها عبارةً جعلتها تغيب لبضع دقائقٍ عن تلك الحياة...رفعت رأسها عالياً وتمتمت بينها وبين نفسها رسالة شوق عميقة...
أتدري؟!
لقد أصابني الكِبر في غيابك يابطلي الأول..أصبحتُ عجوزةً وانا في مقتبل عمري..ليتك لم ترحل 
ليتك بقيت هُنا متربعاً على عرش فؤادي...ليتك سمعت الوعود والعهود وبقيتْ..أتذكرُ ساعات السهرِ والغناء؟ أم انك نسيتها كما نسيت بريق عيناي...أتذكر عندما قلت لك أحبك للمرة الأولى؟ أم أنهم سرقوا حتى الذكريات لا بأس  
والآن وبعد كل تلك السنوات أنا اشتاقك أيها الرجل اشتاق لنفسي التي ذهبت معك اشتاق لقلبي اشتاق سعادتي لم أكن أعلم انك لصٌ محترف سرقت كُلي ورحلت بعيداً وانا الآن هنا جثة مرمية تحاول النهوض من جديد لكن دون جدوى ...مجردةً من المشاعر من الاحاسيس مجردة من الثقة...فكيف لذاك الغبيّ الذي يجلس في صدري أن يحبك أكثر مني!!! انا التي احتضنته وربتت عليه في رحيلك انا من ضمدت جراحه أنا من سهرت على آلامه والآن الآن ينكر لي كل ذاك ويعود إليك انت الذي لاتهتم لأمره حتى... كيف لي أن أصدق ان حلمي البريء بك أصبح كابوساً يحاول خنقي في كل ليلة أيُّ طبيبٍ يمكنه انقاذي من لوعتي بك كيف أُصدق انك ذهبت كالسراب ولن تعود ذبلت جميعُ ازهاري وذبل معها الفؤاد والعمر وجفّت جميع أقلامي وجفت معها دموعي وفجأة سمعت صوت لطيف قد اشعرها بالأمان ....صغيرتي مازلتي مستيقظة ؟؟!
نظرت بامتنان شديد والدموع قد غسلت وجها الصغير وارتمت في احضان والدتها وراحت نائمة...
...
مرام الرواس
سوريا

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016