بلا وعاء
محمد مثقال الخضور / الأردن
ا= = = = = = = = = = = =
المساء الذي ينتظـرني على طرف النهار ..
أُهديه ظـلي ، وأَمضي
الخيال الذي يخلصني من السقف ..
أَشكـره بقصيدةٍ ، وجناحٍ ، وأَلوانٍ كثيرة
أُشاكس جاذبية الأَرض
لا أَستوطن الأَوعية .. لكي لا أَطرد منها الهواء
متجولٌ كالإشاعات والحكايات المستهلكة
كل يومٍ أَخسر يوماً في رهاني على الأَمكنة
تحفظني - عن ظهر قلبٍ – حكايتي مع الجفاف
تقولني ..
في صرير بابٍ يـئنُّ من أَلـمٍ في كتف الجدار
في حفيف سنبلةٍ عاصيةٍ تـهش على منجلٍ مثلوم
في صدأٍ يتراكم على ظهر مدفأَة
في شجرةٍ ماتت الأَرض تحتها ..
في آخر عواءٍ لذئبٍ مات ظامئاً .. على غطاء بئر
وفي دمٍ يتخثر فجأَةً .. لكي يرتق المسافة بين طعنتين
لا وعاء لي
أَتشظى على الأَرض الخراب كما يفعل الريش ..
حين تـموت الطيور
سوف تنساني الذكريات التي ستحدث بعد حين
وسوف أَنساني .. حين أَذهب
متناثرٌ أَنا
لا يحدني العالـم الذي أَحـده من الجهة الأُخرى
وبيني وبين السماءِ غيمةٌ ، ودعاء أُمٍّ ، وسؤالٌ قديم
كأَنـني الرجوع ..
أُباغت الطريق بالضياع
كأَنـني الهواء ..
لا تحتاج الأَرض أوعيةً ، لكي توزعني على رئاتـها الجائعة
كأَنني الجملة المعترضة
لا أَحظى بنصيبي من الإعراب
الوقت حكايتي مع سلة المهملات
لست عاتبـاً على هذي العقارب ..
التي تـهملني في حديثـها عن الأَيـام القادمة
ولا على دمي الذي يجادلني .. كلما نزفت
لست عاتبـاً على من باعني بثمنٍ بخسٍ ..
إِلى إشارةٍ ضوئية
ولا على الطرق التي تـقف مـتفرجةً ..
على ما يسيل عليها .. من النظرات
لا وعاء لي
لكي أَلتقي وشظاياي فيه مرةً كل يوم ..
فنتبادل النكات
لي الليل ..
أَسمع ما تـقول وحشتي لمقبض الباب
لي النهار ..
أَرى ما يخفي البياض والضجيج
ولي الوقت ..
أَفهم كيف يـمسح الشرود ..
"تـكات" العقارب
ا= = = = = = = = = = = =