في داخلي
صوتٌ بعيد
لا يعني لي في شيء
ولا أعرف مصدرهُ أبداً
لكنَّهُ يدفعُني للألم في كُلّ مرّة أواجهُ بها الخواء وجهاً لِوجه
في داخلي حزنٌ
لا يمتُّ لي بِصلة
ولا يمسُّ تاريخي
لكنّهُ يدفعني للصُراخ في كلّ مرّة يرتطمُ بها صوتي في الجدران الفارغة
أسفل خاصرتي
تستلقي ندبةٌ كبيرة
لا علاقة لها بطفولتي
ولا تستطيع أن تستحضر بمُخيّلتي أيَّ عنوان لذكرى قاسية أو حطام متجمِّع
لكنّها تبعثُ الهيستريا لروحي في كلِّ مرّة أقفُ فيها أمام مرآتي عارية
كثيرةٌ هي الأشياء التي أكتشفُها بنفسي كُلَّ يوم فأصدَمُ بها
من أيِّ جراح وُلدت وكيف وصلت إلي؟
من كنت سابقاً؟
أيُّ قلقٍ يسكنُ روحي؟
أصداءُ من أنا؟
أم انني تجسيدٌ لمشاعر امرأةٍ مُرتبطة بطريقة ما بما أُلقي على كتفيّ
هل كانت عاجزةً عن تصوير هواجسها إلى هذا الحد؟!
لمَ نُقش خوفهُا على جسدي؟
أم أنها أنا
الّتي رفضتُ دوماً تقبُّل حزنها على سجيّته وداومت على تزييف إنفعالاتها
لاسأل دوماً من سقطت دموعي أمامهم سهواً فاحتّلت الدهشُة فراغ أعيُنهم:
"هل كنتَ ترى من خلالي حقاً قطعة حجر!"