شبكة الحكمة للأخبار الثقافية شبكة الحكمة للأخبار الثقافية
random

آخر المواضيع

random
recent
جاري التحميل ...
recent

الشاعرة نصره ابراهيم

قصيدة سردية 

/  رحلة طويلة  /
مـرتْ سيارةُ إسعاف سألتُ  الجمهورَ  الحيَّ المتفرج َ  :
 مـن الميت؟
- أنـتَ هذا ما قاله رَجلٌ يضاجعُ أحلامه  ، وينفث الصيف من يديه    ثم أكمل:   
الميتُ أيّها السادة مضى في سبيله  
وأنا لففتُ حول عنقي حبلاً قصيراً  ،وتوجهتُ  إلى عمودٍ يقفُ  عند مدخل الحديقة الخلفية للكون .
قصيراً كان  لم أستطع أن أعلقَه في عنق العمود الخشبي .
قفزتُ كلاعـب كـرة السلة 
سدّدتُ نهاية الحبل جيداً دون جدوي 
فمشيتُ وراءه أبكي خسارتي
رحتُ أحسبُ كم أحتاجُ من السير لأصلَ بداية الحبل بنهايته .
ركضتُ ركضَ أمامي  قلتُ : أغافلُه  ،وانقضُّ عليه .
جلسَ بعيداً عني  ،وراح يتلوى .
قلتُ: تكلمْ أيها الحبلُ .
قهقه وراح يجري وأنا وراءه فعلِقَتْ قدمي بصخرة .
قلتُ: تمهلْ لكنه تابعَ الجـري .
فتركتُ قدمي هناك، وركضتُ خلفَه.
بانتْ لي أشجارٌ من بعيد تمتمتُ كي لا يسمعَـني :
سأغافُله وأتسلقُ إحداها فعلِقتْ يدي في الأيك 
 قلت:  انتبه  تمهـلْ راحَ يجري ويقهقه.
 فمضيتُ ودمُ أصابعي بقي عالقاً في الغابة.
هو يركـضُ وانا ألهـثُ من شدِّة العطش قـلتُ:
 اسقـنِ ، فخـرَّ من الضحك ، ومازال يركضُ 
،وأنا أركضُ خلفه .
شاهدتُ في السماء طائراً كبيراً أشرتُ له
 ورحـتُ أقـلدُ أصواتَ الطيور  لينزلَ صوبي وينقذُني .
 حطَّ على رأسي راح ينقرُ  ، ثم طار عالياً . فمضيتُ خلف الحبل  وبعضُ رأسي في منقار الطائر.
عـاد صوتُ سيارةِ الإسعاف حولي يَدْوي
 سألتُ الجمهورَ الحي المتفرجَ  : من الميت؟
 -أنتَ هذا ما لفظَه رجلٌ يضاجعُ أحلامَه .

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

شبكة الحكمة للأخبار الثقافية

2016