فاتن حيدر / سوريا
( يَا شَامْ )
مِنْ نُوْرِ عَيْنَيْكَ هَذَا الكَونُ يَكْتَمِلُ
يَا مَرْفَأَ الرُّوحِ كَمْ يَحْلُوْ بِكَ الأَمَلُ
وَلَمْ تَزَلْ دَوْحَةُ الأَحْلَامِ وَارِفَةً
لَكِنَّنَا مِثْلَ ذَاكَ الغَيْمِ نَرْتَحِلُ
يَا أَيُّهَا الوَطَنُ المَكْلُومُ مِنِ زَمَنٍ
حُزْنَاً عَلَيْكَ فِإِنَّ الدَّمْعَ يَنْهَمِلُ
لَأَنَّكَ الرُّوحُ تَبْقَى مِلءَ أَعْيُنِنَا
حَتَّى وَلَو أَنْهَكَتْ أَجْسَادَنَا العِلَلُ
مِنْ طِيْنِ أَرْضِكَ كَانَ الطُّهْرُ مَنْشْأَنَا
وَنَشْأَةُ الطِّيْنِ فِيْ أَوْصَالِنَا مُثُلُ
يَا شَامُ يَا مُنْتَهَى الآمَالِ كَمْ رَفَلَتْ
شَوقَاً إِلِيْكِ شِغَافُ القَلْبِ وَالمُقَلُ
وَكَمْ تَغَنَّتْ بِكِ الأَيَّامُ وَافْتَخَرَتْ
وَاليَاسَمِيْنُ مَدَى التَّارِيْخِ يَرْتَجِلُ
بَعْضُ التَّعَابِيْرِ إِنْ أَبْكَتْ قَسَاوَتُهَا
تُعْطِيْ مِنَ الصِّدْقِ مَا لَمْ يُعْطِهِ الغَزَلُ
فاتن ابراهيم حيدر