في يوم ميلادك لن أرقُب لهيبَ شموعٍ غرستها على كفِّ القمرِ.
في يوم ميلادك يا عزيزي.. جفَّت أقلامي ، وتوقَّفَ دفقُ العزفِ على الكلماتِ.
قبلَ يومِ ميلادِكَ.. أوصدت كُلَّ الأبوابَ بعدي وأقسمت لي..
بأنك ستذيقني من أصناف الجفاء مالم أري!
قبل يوم ميلادك.. أنت مُعلَّقٌ على جدرانِ العدم وعلى أرفف المنسيات.
في يوم ميلادك.. بات لا شيء يـسعدني إلّا تعمير رصاصات أوراقي الفارغة.
في ليلة ميلادك يا رفيقي.. لم تكن شوارع مدينتا مغسولةً بالندي المزروع بالشجر.
في ليلة ميلادك كان الهدوء مُقبضاً، تحسست في ظلمته ملامح الفراغ.
في ليلة ميلادك.. لن أتحدّى جنونك، وسأنفض عن فراشي براغيث الأرق.
في ليلة ميلادك.. سبح سهاد الليل، وطاف الدمع على سطح البحيرة باكياً.
في يوم ميلادك.. سأعبُّ من عصير الندم صبراً، و المرُّ سوف أمُجهُ من دون نديم.
في يوم ميلادك.. شُدَّت قامتي ، وأحسست أن الجسد مقروراً الآن.
في ليلة ميلادك.. أنت سابحٌ في دروب الهوى بغيَّةِ إطفاء ظمأ شهواتك.
ثم أنَّكَ سترتمي كجُثَّةٍ هامدة لن تقم إلّا في الليلة التالية.
في يوم ميلادِكَ هذا يا سيدي انطفأت الضحكاتُ وعمَّ الصمتُ.
مصلوبٌ أنت على السطورِ المتقاطعةِ عند أطرافِ النصِّ.
في ليلة ميلادِكَ لن نصنعَ الحلوى ..
سأطهو عصيدةً من شراذمِ الكواكبِ والنجومِ ذات أعيُنٍٍ من َحبَّاتِ البصل.
في يومِ ميلادِكَ.. لن أستطيعَ التعبيرَ لكَ عن خالصِ التمنيّاتِ بـ ...
وفي يوم ميلادِكَ كنت كأعمى يروي لأصمٍّ أنًَهُ قد رأى مبتورَ اليدين يُلوِّحُ!
رشا بكر
