جنوح الأمنيات
________________
_____________
عَربدي يا نفسُ وانغمسي ما شِئتِ
فـي حَمأة المُنى ..
أغيضي في ذهولٍ وأجهَشي بالبُكاءِ
هذا زمانُ الردى
ما ارتَوت منه مقلةٌ وإنما شَقت عليهِ ستائرَ الظَّلماءِ
لن أشتَهي بعدُ هذا اليومَ أمنيةً تركتُ حجرتها ..
والدفءَ مُنسرحاً
والعطرَ مختوم الشقاءِ
أيها الوطن النبيل ..
أنا المتَّيم في غرامكَ داؤهُ ، وَرقاؤهُ خاطِري
إعتدنا إعتِدادَ اليُتيم بيتمهِ
نكفكفُ الدَّمعَ بدمعةٍ خرساءِ
نُصدّقُ آمالاً مُحالاً بلوغها
طيفَ الأُمنيات نكِداً يَجتلي الدَرب محكومَ الشقاءِ
حكايَتنا ظلمُ يوسف من اخوتِه
فالتاريخ لَوى جيدَه وسارَ وئيداً
محرَّفٌ ، خائرٌ ، مثقلَ الأعباءِ
لن يهونَ علينا الأَسى
في جنحِ ليلةٍ ليلاءِ
ربِ ما زلتُ ضارباً
في الزمانِ تمرداً
إلى الأصقاعِ في ظلِ خيمةٍ خرقاءِ
وما أطلّ علينا فيضاً من نظرةٍ ...إلّا
يروي الظمَّاء تلو ظمَّاءِ
ولن تُغني ذِكرياتي
كوثراً وفي فمِ الزمان
قطةً عمياءِ .
خمسونَ عاماً نسمعُ أنينَ الأماني
من عِثار الشباب
إلى المشيب لحناً
والحياة دميةً صماءِ
أيُها القلبُ الحزين
لملم صواريكَ
كلما يَجيءُ من نضنهُ مُعيناً ...!!
أضحى شارداً أو فاسِداً
أُصبنا مابَين خيبةٍ ورجاءٍ
فترى الناسَ سُكارى في خذلانها
تَرجع تُرخي خسيسَ التّيه بالمجهولِ أَحلامَ قيثارةٍ جرباءِ .. !!
أيها القلب الحزين
لملم صواريك من شاطئ المنى
واتلٌ القَداسَة من كُتب الله في أضرحة السكون الحنون أو
موتاً يعانق جَمر الطفولةِ البيضاءِ
مازال فيك بداية ليل قتيل،وصمتاًمن الوجع المستباح
لأرفع مصاحف فرحتي تقيّدها دهشَة ٌ وحياءِ
ندبٌ أشمُّ وهضبة ٌ شماء
أعطَى وهَشَّ فما لنشوة ِ جودِهِ
صحوٌ ولا لسمائِهِ إصْحاء
آمالهُمْ شتّى لَدَيْهِ تخالَفَتْ
و قلوبهمْ بالحبّ فيهِ سواء
وطنٌ تغربَ في المكارم أوحداً فتأنست في ظله الحساد والفسَّادُ
فلنجد منكَ قبولَ العذرُ والعذراءِ
تُجْلَى بِفَخْرِكَ فالسماءُ مِنَصَّة ٌ
الكرامةُ حَلْتي والصَّبَاحُ ردائي ،أذكي ولا ضَرمَ سوى أحشائي
ولرُبَ ليلٍ قطعتُه أجلو دُجاه بأوجِه الشرفاءِ
نظرت في الأشياء نظرةَ عارفٍ
حيثُ الكرامة نورها متألقٌ
كالشمس تزهي في
سنا وسناءِ
أعِد الحديثَ يروقني بذكر أحبة ٍ
إن المروءة آيةٌ أنوارُها
تَجلو ظلامَ الشك أيُّ جلاءِ
إي وَالذي جعلَ العُلى من مجدهِ
الشمسُ لا تُخفى مزيةَ فضلها إلا على
ذي المقلةِ العمياء
لا يَحسُن العيش الذي نشاهِدُه
إلا الثبات. على الحق ونَبضهِ ، تَسمو
ويكونُ العُلى مَدارِك العقلاءِ ....
د. عباس الجبوري
10/3/2022
