وفي نهايةِ المطافِ
القشّةُ قتلت الغريق
مجردةٌ في حاناتِ النّسيان
خاليةٌ بشقوقٍ لم يدخُلها النّورُ قط
فانيةٌ مِن كُلِّ شيءٍ
كُلِّ شيءٍ عدا الوقتْ
ففي حياتِها غريقةٌ
فليكُنْ لديها وقتٌ للصلاةِ.. وقتٌ للموتِ.. وقتٌ للشفاءِ
. وقتٌ لكُلِّ ألمٍ أحاط بها
عاريةٌ مِن وهن الأحلامِ
متقوقِعَةٌ حولَ فكرَتِها
تسقيها رحيقَ طيبةٍ
طيبةٍ مُزجتْ بألف روايةٍ
و الرواية الأقرب لوقتِها
بطَلُها كانَ جباناً
هيَ وردةٌ زرقاء
نمتْ في الجدارِ الوخمِ
ففاحُ عِطرُ شذاها يملأُ المكان
كبرُتْ.. وكبرُت
ثمّ
كان لديها وقتٌ لجميعِ المخاوف لمواجهتِها
وقتٌ للصلاةِ
وقتٌ للموتِ
وقتٌ للشفاءِ
إلّا وقتٌ للسّعي مرةً أُخرى في شيءٍ
جعلَ الوقتُ منهُ جريمةٌ
لن يُغتفر عليها أبداً
فبدتّ ذاكرتُها تقولُ
لديكِ وقتٌ للحياة أيضاً!
ذاكَ الغريقُ كانَ هي
والقشةُ كانت حُبّنا
وفي نهايةِ النّسيانِ
والمبالغة الطفيفة في الخُذلانِ
قتلتْ القِشةُ الغريقُ
رسائل إلى اللّه٤
٣٠،كانون الثّاني، ٢٢