الشاعر
أحمد داؤد
حينما وصلت
تبعثرت حروفي في
دفاتر الليل ..
وخرجت من ذاتها
مرهقةٌ تنزف وجع حصادها
كانت كالسنابل مُثقلة
وفي خصرها منجلٌ أعمى .
تحت وقعِ الوحدةِ كنتُ
ك نخلة هاربة من حديقة الملك
ضائعةً بين السماواتِ والأرض
تركت السلامَ للسلامِ
وتاهت بين ذاتها .. وذاتها
وحيدةٌ هناك حيث لاعناوين ولا
بشر .
كنتُ أحدق في أثر العابرين
فوق حُصى البحر ..
ليتَ الزمانَ يَعدُ الخُطى
ويرسم غدي في سجله اليومي
كتذكارات تملئ الأمكنة
ك صوراً للصفار والعصافير .
شيءٌ ما .. سيشبهني هناك
ربما الوقت المحشو بفقاعات
أضغاث الأحلام
أو ظلامٌ تدثر فيه .. انتظاري .
كنتُ أحلمُ بمن يقتفي أثري
وأنا المسكون بالرغبة
والساكن فوق أوجاع الوطن ..
هل كنتُ أحلمُ في اليقظة ؟؟
هل مللتُ السير فوق عرجوم
الأمنيات ؟؟
السماءُ لي .. والأرضُ لي
لكن المسافات مازالت
مجهولة العناوين
فكل الطرق مؤدية
إلى الضياع ..
وكلُ دروبي ضيقة
ودعسات الراحلين بلا ضوء
تحت عبّاد الشمس
وخلف المكان المهجور .
الآن .. اختنق الوقت
والساعة مابعد.منتصف العمر
أو أكثر
أحملُ سجل الهمومِ على كتفي
أقطع الطرقَ المؤديةِ إلى هناك ..
إلى هناك خلف ذلك
الشيء البعيد .
استيقظ أيها الغافي
فوق بروج الحلم
انتشر ك شقائق النعمان
على كل المفارق ليلاً نهاراً
فجراً صبحاً ظهراً عصراً
فقد.مسّكَ طربٌ سماوي
وهرولت صوبكَ كل الجهات
أنتَ عائدٌ .. أنت عائد
أنتَ الآن تذكارٌ
فوق كل الموائد
أنت عائد .. أنت عائد .