وأنتِ../ بقلم : غادة اليوسف/ سوريا/
أيّتها الحزينة ..
أيّتها الأرض ..يا أمّنا جميعاً..
يا كاظمة الغيظ
الرؤوم التي أبدعتني وأخوتي البشر
أخجل مما اقترفناه نحن أبناؤك العاقّون:
لوّثنا هواءك..
لبّدْنا بالحزن سماءكِ
عكّرنا عذوبةَ مائكِ
واغتصبنا عذريّةَ خضرتكِ
سمّمنا ترابكِ
إذ سقيناهُ مُكْرهاً دماءَ بعضنا
دنّسْنا بالظلم أكثر بقاعك قدسيّة وقرباً من السماء
وكمصّاصيّ الدماء اعتصرنا نهدَك المرضعَ حتى نضب..
وها نحن يا كرةَ الزينات والأضواء
يارقصةَ الخضرةِ
نعدّ مراكب الهجرة
بعد أن حوّلكِ أنبياءُ التدمير إلى كرة النار الدّامية وأرض اليباب
عفوكِ ..ثمّ عفوكِ
لاتجعلي غضبك طوفاناً يجرف حطامنا
فقط ..أيقظي العملاقَ الجميلَ
ابنك الانسان
ليرفع راية الحب
أيتها الأم العظيمة
أتراه المخاض ؟؟