لله درك يا بحر
أمواجك المالحة
أثخنت جراحات الشواطئ
أسقطت الماء من قلب اللآلئ
لله درك يا بحر
نسمات ألم محمّلة مع مدّك
تهيّج ندبات الذاكرة
المستلقيةِ على سرير من لهاث
لهاث يعزف أشجان الحنين
على أوتار الغياب
للّه درّك يا بحر
جَزرك عتاب لفارس أنّ جواده
يوما على رمالك
فترجّلَ وتركه يصهل وحيدا
مترقّبا ارتطام صهيل آلامه
بأمواج الآمال المحمّلّة
على ظهر أمواجك
فأنّى للرّوح العطشى أن تستكين
أنّى لأصداء الورد المذبوح
على صدر غصن الحنين
أن يصمت ويعتزل الأنين
أنّى له ذلك ...
وكلّ يوم تزوره نوارس النّايات
نايات مغتربة عن ذاتها
لتواسي الجراحات والنكبات
والحزن والمحزونين
للّه درّك يا بحر
في عيونك العميقة ...
في اتساع حدقاتك
مَواطن يسهر على شرفتها
نوابض تألّمت... تعرّضت للغدر
لطعن السّكاكين
فتغفو على وسائد الملح
الّتي أتقَنَت يداك صنعها
لكلّ الحزانى والمجروحين
كلّ يوم كلّ دهر كلّ حين
للّه درّك يا بحر.
(محمد مرعي).